الجزائر

ومتى كانت القدس عربية؟



نشر أحدهم في تدوينة له على الفايس بوك يتساءل، "هل يحق لنا دخول القدس دون أن تطبع إسرائيل جوازات سفرنا، وقد يعرضنا هذا إلى التخوين أو السجن من قبل سلطاتنا؟" نعم، تهويد القدس ليس بجديد، فمن عقود وهي تحت سلطة إسرائيل، وقرار ترامب هو تحصيل حاصل لا غير، لكن ربما جاء في آوانه لتوجيه صفعة للسلطة الفلسطينية المتخاذلة والتي ما زالت تؤمن بأنه ما زالت هناك فرص للسلام، ليس فقط صفعة للسلطة، بل أيضا لحماس التي أضعفت الصف الفلسطيني لأزيد من عقد من الزمن، ولم تتصالح مع السلطة إلا بعدما تآمرت على فلسطين وعلى سوريا وحزب الله وشاركت في العدوان على سوريا وقتلت عناصر لها في صفوف المتآمرين على النظام السوري. إيجابية قرار ترامب، هو تنبيه الشارع الفلسطيني وإجباره على العودة إلى الانتفاضة من جديد، بعد أن رمت إسرائيل وأمريكا بكل بنود اتفاقيات أوسلو اللئيمة إلى المزبلة، وبعدما حاصرت السلطة في شبر برام الله ومنعت إقامة دولة فلسطين التي تنص عليها الاتفاقيات، وما زالت آلياتها تلتهم يوميا أراضي فلسطينية وتبني المستعمرات فوقها. لكن ما نفع انتفاضة إذا بقي أبو مازن أو مشعل أو هنية يتكلمون باسم الفلسطينيين، وقد نشرت صحف بريطانية وأمريكية، أن محمود عباس برعاية خادم الحرمين وافق مسبقا على تهويد القدس، وليس هنية بأكثر وفاء للقضية وهو الذي ارتمى في حضن قطر التي كانت سباقة للتطبيع مع إسرائيل؟ ألم يحن الوقت للشعب الفلسطيني المرابط في القدس وفي المدن الفلسطينية الأخرى والذي يواجه وحده آلة الدمار الإسرائيلي، لاختيار قيادة جديدة له، تخرج من رحم الانتفاضة، لتقرر مصيره، سواء بمواصلة المقاومة أو التفاوض إذا ما تبين هناك جدية للمفاوضات مع إسرائيل بعيدا عن الرعاية الأمريكية أو السعودية أو غيرها، فلا السلطة الفلسطينية ولا حماس تتحلى بالمصداقية وهي متورطة في المؤامرة على القضية، وصارت نقطة ضعف لها وليست نقطة قوة، فأبو مازن الذي أعلن مرارا اعترافه بإسرائيل من كل المنابر دون أن يحقق أية مكاسب، لم يعد أهلا للحديث باسم الفلسطينيين، خاصة إذا ثبتت موافقته مسبقا على ما قام به ترامب مؤخرا، فالذي يمثل الإرادة الفلسطينية يجب أن يتحرر من كل تبعية للعواصم العربية التي باعت القضية. ولم يبق أمام الفلسطينيين إلا الاقتداء بمحور المقاومة وبحزب الله تحديدا، فوحده يعرف كيف يوجه الضربات الموجعة لإسرائيل، أما عباس فقد انحاز إلى الطرف الذي يرى في إيران العدو الأكبر بدل إسرائيل. فالقدس لم تعد أولى القبلتين وثالث الحرمين في خطب مساجد مكة، منذ أن حج ترامب إليها وأملى شروطه التي يسارع بن سلمان لتنفيذها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)