الجزائر

ولد قدور: الشراكة مع توتال مؤشر إيجابي للشركاء الأجانب



وصف الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك عبد المومن ولد قدور الاتفاقين الموقعين أمس، مع شركة توتال الفرنسية المتعلقين بمشروع لإنجاز مركب للبوليبروبيلين بأرزيو واستغلال الغاز بمنطقة تين فويي تبنكورت جنوب إليزي بأنهما "مؤشر إيجابي" بالنسبة للشركاء الأجانب في شقه الاقتصادي.وفي ندوة صحافية نشطها أمس، على هامش توقيع الاتفاقين بمقر الشركة بسوناطراك، قال ولد قدور إن العلاقات الاقتصادية مع فرنسا موجودة وما يهمه بصفته مديرا عاما لسوناطراك هو تعزيز الاقتصاد مع كل من له رغبة في العمل في إطار الشراكة في هذا المجال والعمل على زيادة استثمارات الشركة.
وقال "ما نحن بصدد القيام به مع توتال هو مؤشر إيجابي تجاه الشركاء الأجانب من أجل تطوير برنامجنا الذي لا يمكن أن نقوم بها بمفردنا لأنه يتطلب الكثير من الأموال والكثير من المعرفة والاحترافية التي هي بحاجة إلى الوقت". وأضاف أن الجزائر لا تمتلك تجربة في إنجاز المشاريع الكبرى وتقديمها في المواعيد والتكلفة المحددة، وهو ما يتطلب إقامة مثل هذه الشراكات التي اعتبر أنها لها أثر إيجابي على الاقتصاد وقيمة مضافة له.
وفي هذا السياق، يندرج توقيع الاتفاقين مع توتال والذي قال ولد قدور إنهما ينقلان الجانبان نحو شراكة إستراتيجية تسعى من خلالها سوناطراك إلى التوجه نحو الصناعة البتروكميائية التي تعد واحدة من أهم المجالات القادرة على خلق مناصب العمل وتقديم إضافات كثيرة.
وفي هذا الإطار، يدخل مشروع إنجاز مركب البوليبروبيلين بالشراكة مع توتال بأرزيو الذي يهدف إلى إنتاج 550 كيلو طن من هذه المادة التي تدخل في عدة صناعات ضمن مسعى لتلبية احتياجات السوق المحلية في هذا المجال.
وضمن إستراتيجية سوناطراك للتوجه نحو التحويل الذي من شأنه أن يجلب مستقبلا مدخولا من العملة الصعبة بقيمة 60 مليار دولار وعدم حصر أنشطتها في بيع المواد الخام، يأتي أيضا مشروع استغلال الغاز بمنطقة تين فويي جنوب إليزي. وقد أكد الرقم الأول عن الشركة أنه تم اختيار هذه المنطقة بالنظر إلى المنشآت التي تتوفر عليها وهو ما خفض من ميزانية إنجاز المشروع إلى حوالي 400 مليون دينار بدل مليار ونصف مليار دولار في حال تم إنشاءه على أرض عذراء.
كما كشف المدير العام لسوناطراك عن عدة مشاريع تسعى سوناطراك لإنجازها في الخارج ضمن إستراتيجيتها لتطوير نفسها كشركة دولية قادرة على المنافسة من ضمنها إمكانية التوقيع نهاية العام على اتفاق مع الأتراك لإنشاء وحدة للبوليبروبيلين تساهم فيها سوناطراك بنسبة 30 بالمائة وتزود الوحدة ب 450 ألف طن من هذه المادة لعشرات السنين.
وعاد ولد قدرو ليؤكد على أهمية الشراكة التي تربط سوناطراك سواء مع توتال أو إيني الإيطالية خاصة فيما يتعلق بالتنقيب عن الغاز في عرض البحر والذي أعلن عن إطلاق العملية خلال السداسي الأول من العام القادم بكل من شرق سكيكدة وغرب مستغانم. وقال إن الدراسات المنجزة أثبتت أن الساحل الجزائري يتوفر على إمكانيات كبيرة من هذه الموارد الطبيعية وبالتالي يجب استغلالها على غرار عدة دول في البحر الأبيض المتوسط.
من جهة أخرى، وفي إطار الدفاع عن سياسته المتعلقة بالمصافي، فقد اعتبر ولد قدور أنه من غير المحتمل مواصلة استيراد ما قيمته 2 مليار دولار من منتجات التكرير في بلد ينتج بوفرة النفط والغاز وقال إن "هذا أمر غير طبيعي".
ومن أجل التحول من بلد مستورد إلى مصدر لهذه المنتجات، كشف ولد قدور عن دخول مصفاة العاصمة بداية عام 2019 حيز الاستغلال بما سيسمح بإنتاج أكثر من 3 ملايين طن من منتجات التكرير. كما أعلن عن قرب استكمال المناقصة الخاصة بإنجاز مصفاة حاسي مسعود، حيث سيتم بنهاية العام تحديد المؤسسة التي ستوكل لها عملية الإنجاز.
كما أعلن ولد قدور عن وجود أكثر من 14 شركة ودولة تتنافس من أجل تسويق منتجاتها في الجزائر والأفضلية ستكون لمن يقدم أفضل العروض. في نفس الوقت الذي أكد فيه أن المفاوضات مع توتال حول تسويق الغاز المميع ستستأنف مع نهاية العام.
ومن أجل تحقيق كل هذه الأهداف، تحدث ولد قدور عن سعيه لإحداث ثورة على آليات وطرق تسيير الشركة تكون مبينة على أساس التقنيات الجديدة للتسيير والإصلاح الكلي لنظام الموارد البشرية، معلنا عن تكوين 200 شباب ليكونوا مسيرين مستقبليين.
للإشارة، فقد جدد نفس المسؤول الأول عن سوناطراك نفي الشائعات التي راجت مؤخرا عن قطع العمل بأنبوب الغاز الذي يمر عبر المغرب إلى إسبانيا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)