الجزائر

وقفة مع النفس



وقفة مع النفس
يُقدم الإنسان على بعض التصرفات، قد تكون موجهة إلى الآخرين قاصداً بها معانيا معينة، كما أن الظروف قد تضعه في موقف سيقرر فيه قرارا بحيث يكون هذا الأخير متعلقا بشخص آخر، ربما يكون بعيدا عنه أو قريباً منه، كل هذه المواقف من شأنها أن تتراكم داخل النفس الإنسانية وتترك آثارها سلباً أو إيجابا، فإذا كان الأثر إيجابيا ارتاح الإنسان وارتاح ضميره وارتاحت نفسيته، أما إن كان الأثر سلبيا أرّق هذا الفعل الإنسان وعذب ضميره، فالقلب هو دليل الإنسان والذي يستدل به على الخيرات، والذي يخبره بأن ما ارتكبه من أفعال أو ما قاله من أقوال باطلة يجب تصويبها، لهذا يتوجب على الإنسان أن يكون دائم المحاسبة لنفسه، بتذكر لكافة المواقف التي تعرض لها دائما في حياته، حتى يستطيع قدر الإمكان أن يصوب مكامن الخطأ وأن يستفيد من المواقف التي أصاب فيها، وبالتالي يستمر في هذا الخير الذي فعله .محاسبة النفس هي الأساس الذي يستطيع به الإنسان أن يتعرف على نفسه وعلى مواقفه وعلى طريقة تعامله وعلى أدائه وموقفه، ومنه توجب على الإنسان أن يكون دائم التحكيم لقلبه ولضميره حتى يهدياه إلى الطريق القويم والأخلاق الحسنة التي يجب عليه أن يتحلى بها. إذا أراد الإنسان أن يحاسب نفسه على عمل اقترفه أو خطأ وقع فيه، فيجب عليه أن يعمل قدر الإمكان على تصويب الخطأ، فإن أخطأ في حق زوجته مثلا وحاسب نفسه، فوجد أنه من المرة الأولى وجب أن يتصرف على نحو مغاير تماما، لما تصرف به ووجب عليه حينئذ أن يذهب إليها ويعتذر منها ويحاول قدر الإمكان أن يحتوي الموقف ويصلحه، حتى لو دفعه هذا الأمر إلى أن يستخدم أكثر الطرق كراهية على نفسه، تعبيرا منه عن أسفه وندمه، فإن لم يفعل هذا دخل ذلك من باب المكابرة والإصرار على الخطأ، ومن هنا تبدأ الخسارة ويبدأ عذاب الضمير، وليس منا من هو معصوم عن الخطأ وليس منا من هو معصوم عن زلات اللسان، فربما يتفوه الإنسان بكلمة لا يدري هو نفسه كيف خرجت منه أو تفوه بها، لكنها تترك وقعاً كثيراً في نفس متلقيها وفي نفسه هو فيما بعد، فتطهير النفس مما علق بها من أخطاء هو من الأمور الضرورية والواجبة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)