الجزائر

وقفة مع الفيلم الوثائقي:



وقفة مع الفيلم الوثائقي:
الفيلم الوثائقي "العالم كما رآه محمد ديب" للمخرج جلالي خلاص، الذي تمّ برمجته ضمن جملة من الأفلام الوثائقية من قبل دائرة السينما التابعة لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، سعى المخرج من خلاله تجنب تسليط الأضواء على ظروف نشأة وحياة الأديب الكبير محمد ديب، بل اعتمد بالنظر لمتطلبات مضمون الفيلم الوثائقي على الروايات الأدبية للأديب ونظرته إلى العالم من خلال مؤلفاته الكثيرة والمتنوعة،
بحيث كانت بداية العرض الذي استغرق 52 دقيقة بأروع القصائد التي ألفها الراحل محمد ديب، التي نجح في تقديمها الشاعر فؤاد ومان، وهي القصائد التي يتحدث فيها محمد ديب عن المرأة والوطن، لينتقل العرض إلى أفضل ما قدمه الأديب من أبرزها روائع: "الحريق" و"الدار الكبيرة"، إذ كشف الفيلم الوثائقي نظرة محمد ديب إلى معاناة الشعب الجزائري في فترة الاستعمار في البحث عن نعمة الاستقلال والكرامة، مثلما جاء في شهادة الروائي مولود عاشور الذي أكد أن محمد ديب حاول تسليط الضوء على معاناة الشعب خلال الحقبة الاستعمارية بطريقة مبسطة وسهلة الفهم لدى عامة الناس، مما يؤكد لمسة الكاتب الكبير.
أما الروائي واسيني لعرج، أستاذ جامعة السريون بباريس، فقد ثمن التقدم الذي عرفته الرواية الجزائرية في عهد محمد ديب الذي كانت له نظرة أخرى بخلاف التي يعرفها الروائيون، حيث اعتمد الكاتب على البساطة لتمرير رسائل مشفرة ومفهومة، وقد تميزت أعماله بالرمزية وبظلال شاعرية مؤثرة تعالج قضايا من صميم الحياة اليومية والواقع المعيشي ذات ارتباط وثيق مع الوطن بالداخل أو بالمنفى والثورة والمجتمع، وتصوره الواقعي والموضوعي للقهر الإنساني والذل والهوان والاضطهاد الذي يتعرض له الإنسان الجزائري والعربي. وتواصلت شهادات الباحثين، منهم الباحثة والأستاذة خدة نجاة من جامعة الجزائر، بذكرها بأن الكتابات مع بداية الخمسينيات كانت تدل على خصوصية الرجل، فقد تميزت مواقفه بالشعر القومي جراء تناوله الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي كان يعيشها الشعب الجزائري حينها، من خلال الكتابات والقصائد الشعرية لتحسيس الرأي العام الوطني والأجنبي بالوضع المعيشي في الجزائر، مما أقلق الاستعمار.
ويستمر العرض بشهادات أخرى للأستاذ حكيم ميلود، وهو أديب معروف من الجيل الحالي ومدير الثقافة بتلمسان، وعبد العزيز بوباكير وغيرهم من الأدباء الذين أجمعوا على أن محمد ديب كان كاتبا وشاعرا لديه خصوصيات مميزة ويتمتع بمنظور.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)