الجزائر

وقفة عرفان لشهداء بدون قبور ترسيخ قيم الثورة لدى جيل الاستقلال



في إطار الأسبوع الثقافي والتاريخي الثالث عشر، لإحياء اليوم الوطني للشهيد تحت شعار ”وقفة عرفان لشهداء الثورة التحريرية في الذكرى ال 50 لاسترجاع السيادة”، تواصل جمعية مشعل الشهيد برنامجها التاريخي والتحسيسي لفائدة تلاميذ الثانويات تحت عنوان ”وقفة عرفان لشهداء بدون قبور” أمثال الشهيد العربي التبسي، سي أمحمد بوقرة، حمو بوتليليس، إلى جانب الآلاف من الشهداء من مختلف الولايات.
واحتضنت قاعة ابن خلدون أمس، حوالي 600 تلميذ يمثلون ما يزيد عن 20 مؤسسة تربوية، إلى جانب اللجنة الولائية لإحياء الأيام الوطنية، وأعضاء من جمعية مشعل الشهيد، وإطارات من سلك الأمن، في محاضرة تاريخية تجمع بين جيلي الثورة والاستقلال، تخليدا لأرواح الشهداء بدون قبور.
افتتحت التظاهرة، بفرقة موسيقية قدمت مجموعة من الأناشيد الوطنية، وأعطيت بعد ذلك الكلمة للدكتور ”محمد لحسن زغيدي” أستاذ محاضر بجامعة بوزريعة ومؤرخ، الذي أوضح أنه تم اختيار في هذا اليوم، مخاطبة ثانويين من جيل الاستقلال، حيث كان هذا الأخير في طليعة الحركة الوطنية إلى أن نالت الجزائر استقلالها، وقال إنه :«لا يوجد في العالم عبر الحروب التحريرية والفتوحات منذ العهود القديمة، محاربون وشهداء دون قبور معلومة، إلا الشعب الجزائري الذي حاول المستعمر أن يمحي وجوده على كل الأصعدة، وزيادة عن كل العذاب والقهر الذي شهده مناضلو الثورة التحريرية، فإن الآلاف منهم ليس لهم قبورا ولا شواهد.
ومن جهته، أوضح الأستاذ ”عبد المجيد شيخي”، مجاهد ومدير عام الأرشيف الوطني قائلا :«وقفتنا هذه لجيل اليوم، الهدف منها أن يستخلص العبر والدروس، ولتمكينهم من مواجهة الحياة في هذا الوطن، وابتعادهم عن الأجواء المضطربة وغير الهادئة، لبعض أصحاب الآراء ذوي الأحكام المسبقة، تعبيرا منهم عن أسفهم الشديد على الاستقلال”، وقال الأستاذ شيخي مواصلا :« هذه الأحكام تضايقني شخصيا وتذرف دموعي، لما شهده الشهيد الذي ضحى بروحه من أجل حرية وطنه، إلا أنّ فئات من جيل الاستقلال تنكر الجميل ولا تمجد هذه التضحية”،، مضيفا:«نحن دولة لا نستصغر الأمم مهما كانت، وبدورنا لا نقبل أن نستصغر بدون سبب، ردا لمقولة الجنرال ديغول ”الجزائر لم تكن لها دولة”.
وفي حديث ذات صلة، عبرت المجاهدة وارث عقلية، عن فرحها وسعادتها لتجاوب التلاميذ مع المحاضرة، وطالبتهم من خلالها، المحافظة على أمانة وطنهم، وإبقاء شعلة الاستقلال منيرة، وسردت في كلمتها، نبذة تاريخية عن أعمالها خلال الثورة، ومعاناة المناضلين، الذين لم يكن لهم حتى الحق في الحصول على قبور وشواهد، يلجأ إليها أقاربهم بعد مماتهم، وأكدت أن بعضهم دفن بشكل عشوائي، حتى أنّ البعض منهم ألقوا في نهر ”السين” بباريس”، وهذا القمع الدموي ضد الجزائريين الذين تظاهروا بعاصمة فرنسا (باريس) في 17 أكتوبر1961 للمطالبة بالاستقلال، تجاوز عدد شهداء المجزرة آنذاك المئات، والمصابين بالآلاف، واغتيل العشرات برميهم أحياء في نهر السين ورميا بالرصاص، وأكثر من ألف جريح، ورغم ذلك تبقى الذاكرة الشعبية تتذكرهم وتترحم على أرواحهم”، تضيف المتحدثة..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)