وصل مبعوث الأمم المتحدة، جمال بن عمر، إلى اليمن، أمس، في محاولة لبعث الحوار مجددا بين الفرقاء اليمينين، فيما تأكدت شكوك المعارضة اليمنية بخصوص إمكانية التوقيع على المبادرة الخليجية للخروج بالبلاد من الأزمة، حيث تم تأجيل الاتفاق إلى حين تلبية شروط حزب المؤتمر الحاكم.
وتحدث الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، عن بعض التحفظات على الاتفاق، داعيا إلى حتمية الفصل فيها قبل التوقيع على اتفاق الوساطة الخليجية، في إشارة إلى أن مضمون المبادرة الخليجية ينص على حتمية نقل الرئيس صلاحياته لنائبه، ما يخوله تشكيل حكومة وحدة وطنية وصولا إلى الإشراف على الانتخابات الرئاسية المبكرة، إلى جانب منح الحصانة للرئيس عبد الله صالح وعائلته.
في المقابل، يظل الحزب الحاكم يصر على ضرورة الفصل في النقاط الخلافية، حيث يرى الموالون للرئيس ضرورة بقاء صالح في منصبه ولو شرفيا دون أي صلاحيات، إلى حين إجراء الانتخابات المبكرة، في حين ترفض المعارضة ما تعتبره شروطا تعجيزية، على اعتبار الرفض التام لبقاء صالح في الحكم بأي شكل من الأشكال.
مع الإشارة إلى رفض شباب الثورة اليمنية لنصوص المبادرة الخليجية شكلا ومضمونا، بعدما رفعوا من سقف المطالب من مجرد رحيل الرئيس إلى حتمية محاكمته باعتباره مرتكب جرائم حرب. وفي هذا السياق، دعا شباب الثورة الجماهير للاستمرار في التظاهر في الساحات العمومية تأكيدا على مطلب المحاكمة، ليزداد الوضع تعقيدا في اليمن المشلول منذ قرابة السنة. في يشترط معسكر الرئيس صالح حتمية وقف المظاهرات ويطالب المجلس الوطني للثورة اليمنية المعارض، الطرف الثاني المشارك في المبادرة الخليجية، بضرورة التعامل مع شباب الثورة المعارض والذي بات أكثـر راديكالية في مواقفه.
أمام هذا الوضع المتأزم، أكد وزير خارجية قطر، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، عدم قدرة بلاده على لعب دور الوسيط في الأزمة اليمنية، بالنظر لما اعتبره عدم توفر النية لدى الأطراف المفترض فيها التحاور، فيما أكدت مصادر إعلامية سعودية أن وفدا عن المعارضة سيقوم بزيارة إلى الرياض، الأحد المقبل، بدعوة من وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، في محاولة لبعث الوساطة وتجاوز الخلافات. مع العلم أن شباب الثورة يرفض الوساطة السعودية ويعتبرها محابية للرئيس اليمني. في مقابل هذا السكون والتردد على الصعيد الدبلوماسي، يظل الداخل اليمني يعيش على وقع المظاهرات والاشتباكات بين الأطراف المتنازعة. فقد ذكرت الأخبار الواردة من اليمن أن شخصا على الأقل قتل أمس في مدينة تعز في اشتباكات بين الفرقاء، فيما تظاهر الآلاف في كل من العاصمة صنعاء مطالبين بمحاكمة علي عبد الله صالح.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: ب. سامية
المصدر : www.elkhabar.com