ينتقل اليوم إلى عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية عمان، وفد جزائري رفيع المستوى تحت إشراف مدير المسرح الوطني محي الدين بشطارزي محمد يحياوي، لتمثيل الجزائر والمشاركة في فعاليات الدورة 12 من مهرجان المسرح العربي التي تنطلق عشية يوم الجمعة وتتواصل إلى غاية 16 من الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من 380 مسرحيا عربيا.يعود مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، وتحتضنه كل سنة دولة عربية، في دورته 12 إلى المملكة الهاشمية الأردنية، بعد سبع سنوات احتضنته عواصم عربية أخرى على غرار الجزائر التي احتضنته سنة 2017 وكانت دورة مميزة بشهادة المنظمين والمشاركين خاصة وأنها جاءت على مدار عشرة أيام على عكس ما هو معمول به في باقي الدورات كما نظم على مستوى مدينتين وهما “وهران” و”مستغانم”، كما نظم في الكويت، وتونس، ومصر التي احتضنت دورتها 11، ومن المفترض أن تكون العراق الدولة الحاضنة لدورته 13، إن استقر وضعها السياسي حسبما صرحت به الهيئة في اختتام الدورة 11 بمصر.
إن المهرجان العربي للمسرح والذي يأتي هذه السنة حاملا لشعار “المسرح معمل الأسئلة ومشغل التجديد” يعد أضخم حدث ثقافي عربي يحتفى بالفن الرابع، ويعد بمثابة همزة وصل للإبداع الفني والفكري والحضاري على مستواها، كما يعد بوابة نحو التميّز والتفرّد على كلّ المستويات، تحرص لهيئة العربية للمسرح من خلاله على تجسيد عديد الأهداف على المدى القريب والبعيد في حقل الفن الرابع على الصعيد الفني، الإبداعي والتكويني، من خلال العروض الذي سيشهدها وستقدم على مستويين، أو مسارين حسب ما ورد في بيان للهيئة، المسار الأول ويضم 6 فرق مسرحية ويكون خارج اطار المسابقة، ومن الفرق المشاركة في هذا المسار نذكر العرض الجزائري “رهين” للمخرج شوقي بوزيد عن نص من تأليف محمد بويش وإنتاج المسرح الجهوي لباتنة، بالإضافة إلى عرض “أيام صفراء” من إنتاج مسرح الهناجر المصري، تأليف دانييلا يا نيتش، وإخراج أشرف سند، المسرحية السورية “ثلاث حكايا” للمسرح القومي في دمشق، تأليف أزوالدو دراغون وإخراج أيمن زيدان، العرض المغربي “سماء أخرى” المأخوذ عن مسرحية “يرما” للإسباني فيديريكو غارثيا لوركا، من إنتاج مسرح أكون، إعداد وإخراج محمد الحر، المسرحية الكويتية “على قيد الحلم” إنتاج مسرح الشباب، تأليف تغريد الداوود وإخراج يوسف البغلي، كما تشارك فرقة المسرح القومي الدمشقية بعرض “كيميا” إعداد وإخراج عجاج سليم عن نص للروسي ألكسندر ابرازتسوف.
أما بالنسبة للمسار الثاني والذي تتنافس به الفرق ال 9 المشاركة على جائزة سلطان القاسيمي وهي الجائزة الوحيدة بالمهرجان، وتتشكل لجنة تحكيمها من المخرج المصري خالد جلال والممثلة العراقية شذى سالم والباحث السوداني عادل الحربي والمخرجة اللبنانية لينا خوري والمخرج الفلسطيني إيهاب زاهدة، ستشارك فيه الجزائر بمسرحية “جي بي أس” من إنتاج المسرح الوطني ومن تأليف وإخراج محمد شرشال الذي سبق له وان شارك في المهرجان بدورته العاشرة التي احتضنتها تونس بمسرحيته “ما بقات هدرة” التي رشحت لجائزة القاسمي مع العرض المغربي “صولوا” الذي توج بالجائزة، وستشارك إلى جانبه العروض الآتية “الجنة تفتح أبوابها متأخرة” من الأردن من تأليف فلاح شاكر، وإخراج يحيى البشتاوي، “الصبخة” لمسرح الخليج العربي في الكويت، تأليف وإخراج عبد الله العابر، “النمس” للمسرح المفتوح في المغرب من تأليف عبد الإله بنهدار وإخراج أمين ناسور، “بحر ورمال” لفرقة مسرح الشمس الأردنية من تأليف ياسر قبيلات وإخراج عبد السلام قبيلات، “خرافة” إنتاج كرنف آر للإنتاج التونسية، تأليف علي عبد النبي الزيدي، وإخراج أيمن النخيلي. ومن تونس أيضاً يشارك عرض “سماء بيضاء” لفرقة كلندستينو، تأليف وإخراج وليد الدغسني، والمغرب تشارك كذلك بعرضيْن داخل مسار الجائزة، فإضافة ل”النمس”، تشارك بعرض “قاعة الانتظار 1” إنتاج فرقة شارع الفن للإبداع، تأليف وإخراج أيوب أبو نصر، والعرض التاسع ضمن هذا المسار نجد العرض الإماراتي “مجاريح” إنتاج مسرح الشارقة الوطني، تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج محمد العامري.
وبالتوازي مع العروض المسرحية والندوات النقدية ينظم المهرجان مؤتمر فكري يحمل في دورة هذا العام عنوان “مساءلات علمية وعملية لتجارب فرق وقامات عربية”، وفيه ستجري مساءلة تجارب فرق مسرحية أردنية على وجه التحديد، هي الفوانيس (شهادات على تجربة جماعة الفوانيس المسرحية)، المسرح الحر (الشأن الاجتماعي ببعده “النسوي” في تجربة المسرح الحر)، مسرح الرحالة (الصورة والأسطورة في تجربة مختبر الرحالة المسرحي)، طقوس (آليات ومنهج العمل الطقسي في تجربة فرقة طقوس المسرحية)، ع الخشب (الموسيقى في تجربة فرقة ع الخشب ويقوم بالمساءلة الموسيقي والأكاديمي د. محمد واصف)، المسرح الحديث (فيزياء الجسد في تجربة المسرح الحديث)، إضافة إلى مساءلات خاصة بتجارب فنانين (مخرجين وممثلين) مسرحيين عرباً: “السخرية والجروتيسك درس من تجربة خالد الطريفي”، “من الإرتجال إلى تكاملية الفنون في تجربة خالد جلال”، “التجربة الفنية والفكرية 1976 – 2019. فاميليا – فاضل الجعايبي وجليلة بكار”، “مسرحة المكان والمسرح البوليفوني في تجربة انتصار عبد الفتاح”، “تطبيقات في البيوميكانيك، تجربة د. فاضل الجاف المسرحية”.
كما سيعرف المهرجان الإعلان عن نتائج مسابقتي البحث العلمي الموجهة للكبار والصغار وتوزع الجوائز على الفائزين فيهما، وكتكريس للهيئة وجعل العاشر من جانفي يوماً للمسرح العربي، وذلك مسعى منها من أجل إتاحة المجال في كل دورة من دورات المهرجان الذي انطلق في العام 2009، لمسرحيٍّ عربيٍّ لأن يلقي في افتتاح المهرجان كلمة اليوم العربي للمسرح، حيث اختارت لدورة هذا العام المسرحي البحريني خليفة العريفي وهو كاتب ومخرج وممثل مسرحي ليلقي هذه الكلمة، والتي ألقها في الدورة السابقة التي احتضنتها مصر الفنان الجزائري القدير سيد أحمد اقومى الذي أكد من خلاله أنه نجح في تحقيق حلمه بالعمل كممثل مسرحي حيث الوهم يؤازر الحقيقة والخيال القادر على تغيير الواقع وأكد انه خلال أداء أدواره كان سفيراً للحلم الإنساني ومدافعا عن القضايا العادلة.
كما سيسجل كل من المخرجين جمال قرمي وحليم زدام حضورهم في الندوات التطبيقية النقدية للعروض المسرحية المشاركة في هذه الدورة حيث يحضر كل من قرمي وزدام للتعقيب على العروض التي تنشط فعاليات هذه الدورة حيث يعقب المخرج جمال قرمي على مسرحية “قاعة الانتظار” للمغربي أيوب أبو نصر من المغرب، التي تنافس نيل جائزة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لأفضل عمل مسرحي عربي لعام 2019، في حين سيعقب حليم زدام للتعقيب على مسرحية “النمس” لامين ناسور من المغرب، التي تدخل أيضا غمار التنافس على جائزة الدورة لأفضل عمل عربي.
والحضور الجزائري سيشمل أيضا عدد من الأسماء المسرحية سوا ككتاب أو سينوغرافين أو مخرجين على غرار السينوغراف حمزة جاب الله، والباحث والناقد المسرحي حبيب بوخليفة، وكنزة مباركي التي سبق لها وفازت بجائزة أحسن نص مسرحي موجه للأطفال عن نصها “مدينة النانو” الذي اخرج مؤخرا وقدم فوق الخشبة، وهذه السنة ستحل كعضوة في لجنة تحكيم في ذات المسابقة، إلى جانب الباحثة المسرحية بجامعة مستغانم خيرة بوعتو، وسيكون مدير المسرح الوطني الجزائري محمد يحياوي على رأس الوفد الجزائري المشارك في هذه الدورة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/01/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نسرين أحمد زواوي
المصدر : www.elhayatalarabiya.com