وفاة شخصين وإتلاف عشرات الهكتارات من الغابات

كشف المدير الفرعي للإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية فاروق عاشور أمس عن فتح تحقيقات لمعرفة أسباب اندلاع الحرائق التي شهدتها أغلب ولايات الوطن ليلة الجمعة إلى السبت، متسببة في وفاة شخصين بتيبازة واختناق 10 أشخاص آخرين، بالإضافة إلى إتلاف عديد الهكتارات من الغابات والأحراش.وقال عاشور فاروق، إن الحرائق التي تضاعفت حدتها بفعل الظروف المناخية المسجلة المتمثلة في سرعة رياح قوية مرفوقة بتيارات هوائية ساخنة، تسببت في هلاك شخصين في الثلاثينات من العمر "ب م" و"خ ب" كانا يعملان بكوخ لتربية الدجاج بدوار مهابة، التي تعتبر المنطقة الأكثر تضررا من الحرائق، بأعالي قوراية، قبل أن يتفاجأا بمحاصرة النيران للمنطقة، ما تسبب في موتهما في عين المكان. ونقلت مصالح الحماية المدنية جثتي الضحيتين إلى مستشفى قوراية الذي استقبل عددا معتبرا من ضحايا الاختناقات وإصابات وصفت بالخفيفة جراء الحرائق المهولة التي شبّت بغابات المنطقة. وأكد محدثنا، أن الحرائق اشتعلت في الغابات بمحافظات تيبازة، وسيدي بلعباس، وبومرداس، وتلمسان، وتيزي وزو، ووهران ومستغانم، وبجاية، مشيرا إلى أن عناصر الحماية المدنية، التي تدخلت سريعا لإخمادها، وجدت صعوبات في إخماد ألسنة النيران الملتهبة بأربع ولايات بسبب الرياح القوية.
وقال نفس المسؤول، إن مصالح الحماية المدنية سارعت بالعمل على حماية السكان وأنقذت عددا معتبرا من الأشخاص. كما تحدث عن أسباب الحرائق قائلا إن "كل الإحتمالات واردة"، مضيفا بالقول "لدينا كل الثقة في المصالح الأمنية التي ستقوم بتحقيقات ميدانية للكشف عن الأسباب وعن المتسببين في هذه الحرائق. وأشار العقيد عاشور إلى أن مصالح الحماية المدنية سخرت نحو 80 شاحنة مجهزة و150 عون من مختلف الرتب للتدخل على مستوى ولاية تيبازة مدعمة بحوامتين إلى جانب تدعيم جهود التدخلات بأرتال متنقلة من مصالح ولاية الجزائر وكذا الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل، من أجل إخماد النيران وحماية السكان. وتمكنت وحدات التدخل للحماية المدنية، على مستوى عدة مداشر وقرى ببلدية قوراية بتيبازة، من إجلاء 25 شخصا كانوا محاصرين بالنيران، حيث تم التكفل بهم وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة لهم وذلك بحضور المدير العام للحماية المدنية، العقيد بوغلاف بوعلام وكذا والي تيبازة الذي تنقل مع المصالح المذكورة للوقوف على الوضعية عن قرب.
خسائر مادية كبيرة بتيبازة
وفي تسجيل للإذاعة الوطنية، أكد الإطار بمديرية الغابات بولاية تيبازة عبد الله بوبايو أن الحرائق تسببت في خسائر مادية كبيرة، سيتم جردها عقب إخماد النيران والتحكم في الوضعية، فيما ذكر المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية بتيبازة محمد مشاريخ أنه تم تسجيل 9 حرائق ضخمة على مستوى الولاية، حيث تواصلت عملية إخمادها إلى مساء نهار أمس.
من جهته، أوضح مدير الصحة بتيبازة محمد بورحلة، أن جميع حالات الاختناق الناجمة عن الحرائق، تم التكفل بها، وعاد المعنيون إلى منازلهم عقب تلقي الإسعافات اللازمة. وكانت إدارة مستشفى قوراية، قد أكدت في منشور على صفحتها الرسمية على "الفايسبوك"، أنها قررت فتح جميع المصالح الاستشفائية لاستقبال ضحايا الاختناقات جراء الدخان الكثيف المنتشر بسبب الحرائق التي امتدت لمناطق آهلة بالسكان. وأضافت أنه تم تجنيد واستدعاء الفرق الطبية للتكفل بالمصابين بالاختناقات أو الحرائق أو الصدمات النفسية، فيما تم الاستنجاد بأطقم طبية من مؤسسات استشفتائية مجاورة، على غرار شرشال والداموس من أجل التكفل بالمرضى.
مصالح "سونلغاز" تتخذ إجراءات احترازية
وعطلت مصالح سونلغاز شبكة توزيع الكهرباء والغاز -كإجراء احترازي- على بعض الأحياء التي اقتربت منها ألسنة النيران خوفا من تسجيل انفجارات أو حوادث، فيما باشرت مصالح محافظة الغابات بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية عملية تجنيد واسعة، من أجل التحكم في لهيب النيران وضمان عدم وصوله إلى المناطق الآهلة بالسكان.
إخماد حرائق البليدة
وسجلت ولاية البليدة 6 حرائق، أبرزها حريق شبّ بمنطقة الشريعة، تمكنت مصالح الحماية المدنية من إخمادها ماعدا حريق منطقة فروخة الذي تسببت الرياح في انتشاره.
وحسب المكلّف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية عادل زغيمي، تبقى أسباب الحرائق مجهولة، "غير أن الأكيد، هو أن الرياح القوية تسببت في انتشارها وصعبت عمليات الإطفاء". الشلف تستعين بالولايات المجاورة لإخماد الحرائق وبدائرة بني حواء اندلع حريق مهول، دفع المدير الولائي للحماية المدنية العقيد احمد حساني، لطلب المساعدة من الولايات المجاورة حيث تسببت الرياح وارتفاع درجة الحرارة في انتشاره وصعبت التحكم فيه. من جهته أكد المدير الولائي للحماية المدنية بتلمسان العقيد بلقاسم ابراهيمي، أن مصالحه تمكنت من إخماد 5 حرائق، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل خسائر في الأرواح البشرية، خاصة في الحريقين اللذين عرفتهما منطقتا "بوهناي" و"أربوز" وصنفتهما مصالح الإطفاء بالخطيرين لأنهما قرب منطقة سكنية.
4 حرائق غابات تخنق وهران وحالة استنفار قصوى..
عاشت ولاية وهران مساء الجمعة وإلى غاية الساعات الأولى من صباح أمس، حالة استنفار قصوى على خلفية حرائق الغابات التي سجلت ب4 مناطق متفرقة من الولاية، ما أدى إلى انتشار الدخان عبر كامل الولاية وتسبب في حالات اختناق وإغماءات وسط المواطنين، إلى جانب تسجيل خسائر كبيرة تكبدها مربو النحل.
الحرائق التي سجلتها ولاية وهران وقعت تقريبا في نفس التوقيت في حدود الساعة الخامسة مساء، لتنتشر عبر غابات مداغ ببلدية عين الكرمة، ورأس العين ببلدية قديل، وكريشتل شرق الولاية وغابة طافروي أقصى جنوب الولاية في الحدود مع ولاية سيدي بلعباس.
وسارعت مصالح الحماية المدنية مدعمة بعشرات الشاحنات لإخماد حرائق الغابات بإسناد من مصالح الولايات المجاورة التي تدخلت بالمناطق المتضررة، حيث أكد المكلف بالإعلام بالحماية المدنية لولاية وهران، تسخير 9 شاحنات خفيفة و7 شاحنات تغذية و3 شاحنات مكافحة حرائق الغابات المتوسطة بالإضافة إلى 65 عون تدخل بمختلف الرتب للتحكم في حريق غابة مداغ حيث تواصلت العملية إلى غاية نهار أمس.
وتسببت الحرائق في خسائر كبيرة لمربي النحل، خاصة بغابة مداغ التي تضم عشرات المربين، مع تسجيل اقتراب ألسنة النيران من بعض السكنات المحاذية للغابة بمنطقة الرأس الأبيض. كما شوهد تصاعد أعمدة الدخان الكثيف التي غطّت عدة مناطق وخاصة بوتليليس والعنصر وامتدت إلى بعض البلديات المجاورة بما فيها مدينة وهران التي شهدت انتشار سحب ترابية نتيجة الرياح الساخنة الممزوجة بالأتربة، ما تسبب في تسجيل حالات اختناق لدى بعض المواطنين خاصة لدى فئات المرضى. وفضل الكثير من المواطنين عدم مغادرة مقرات سكناهم بسبب سوء الأحوال الجوية. وقدّرت مديرية الحماية المدنية بالولاية، حجم الخسائر المادية، ب18هكتارا من الثروة الغابية، منها 8 هكتارات من الصنوبر الحلبي أغلبها بغابة مداغ ببلدية عين الكرمة، فيما علم بأن تحقيقا قد فتح من طرف الجهات الأمنية المختصة حول أسباب الحرائق المتزامنة.