وفاة تلميذ من ضحايا محرقة مسجد بجن بتبسة

توفي نهار الجمعة، بمستشفى باتنة الجامعي، الضحية الرابع، من ضحايا محرقة مسجد عمر بن الخطاب، ببلدية بجن بولاية تبسة، ويتعلق الأمر بالطفل، بن سالم محمد الهادي، البالغ من العمر 12 سنة، والمتمدرس بالسنة الأولى متوسط.توفي محمد الهادي على الرغم من تحسن حالته الصحية، منذ تعرّضه للحرق في 14 من شهر أفريل الماضي، في حادثة لم ينسها أهل البلدة بعد، أين أصيب في العملية أثناء صلاة الجمعة، حينما كان الإمام في الخطبة الثانية، ما لا يقل عن 40 شخصا، توفي ثلاثة منهم في الأسبوع الأول من الحادث، وهم منصر العايش 55 سنة، ملال حفظ الله 47 سنة، العيد معوش 77 سنة، قبل أن يلحق بهم الطفل محمد الهادي، وقد غادر بعضهم مستشفيات، باتنة، قسنطينة، خنشلة، في حين لا يزال خمسة منهم تحت العناية الطبية المركزة، على غرار رئيس البلدية الذي تم تحويله إلى إحدى العيادات بالجزائر العاصمة، في حين بقيت حالة الطفل محمد الهادي، مستقرة إلى أن عرف تحسنا ملحوظا، وبدأ يتحدث عن استعداده للعودة، إلى مقاعد الدراسة، خلال السنة الدراسية القادمة.وكم كانت فرحة محمد الهادي كبيرة، حينما أبلغوه بأنه سينتقل إلى السنة الثانية متوسط مباشرة، بحساب نتائج الثلاثي الأول فقط، على اعتبار أنه كان بالمستشفى أثناء امتحانات الثلاثي الثاني والثالث، لكن حالته تدهورت مع مطلع صباح الخميس، حيث بدأت ملامح الإرهاق تظهر على وجهه، ليتفاجأ أفراد أسرته ببلاغ تلقوه من مستشفى باتنة، حول وفاة الطفل، الذي كانت وفاته صدمة عنيفة، يضاف إلى بقية جراح أهل المنطقة، خاصة رواد المسجد، الذين بكى الكثير منهم بحرقة، وهم يستمعون للإمام نهار أمس، يبلغهم بوفاة الطفل الذي كان لا يغيب عن الصلاة في وقتها وفي الجامع، وقد تزامن خبر الوفاة مع مطلع شهر رمضان، الذي سيكون متميزا هذا العام لسكان بجن، الذين هم في حاجة إلى وقفات تضامنية كبيرة، وفي حاجة إلى من يضمد جراحهم المحروقة، بنيران الإجرام من شخص تنازل عن إنسانيته ليشعل النار في أطهر مكان. وتكون بلدية بأكملها ضحية من ضحايا الطيش بحجج غير قابلة للاستيعاب، كما علمنا بأن أهل الخير ونظارة الشؤون الدينية بتبسة حاولوا تضميد جراح أهل البلدة، من خلال توفير مقرئ متميز في صلاة التراويح، إضافة إلى الإكراميات من أكل وعطور ومصاحف لرواد الجامع طوال أيام رمضان.