الجزائر

وفاة الشيخ المربي علي طيار عن عمر يناهز 100 سنة



شيع جثمان الشيخ المربي علي طيار، الأربعاء، والذي وافته المنية عن عمر يناهز 100 سنة، وذلك بعد مرض عضال ألزمه الفراش بمقر سكناه بحي شيخي بوسط مدينة باتنة، وذلك بعد مسيرة طويلة من العطاء في الشق التعليمي والإصلاحي، وفي المجال النضالي والسياسي تحت لواء الحركة الوطنية.ويعد الشيخ المربي علي طيار من مواليد 1919 بمنطقة الرميلة بخنشلة، تلقى دروس الفقه والتوحيد والنحو والصرف على يد الشيخ درارجة العمري الذي كان له الأثر الكبير في توجيهه إلى جامع الزيتونة بتونس، كان ذلك عام 1938 إثر رحلة طويلة وشاقة، حيث درس هناك على يد عدة مشايخ منهم بن عاشور ومحمد بن شريبة ومختار البجاوي وغيرهم، وقد عايش فترة الحرب العالمية الثانية في تونس في ظروف استثنائية، خاصة أنه كان ناشطا رفقة مجموعة من الطبلة وفق تجمعات وندوات تحت لواء ناد ثقافي تابع لجمعيات تونسية، وقد درس رفقة عدة طلبة جزائريين بارزين منهم الشاذلي المكي والشيخ حامد روابحية وغيرهم..
وقد عانى الشيخ المربي علي طيار من مرارة السجون في عدة مرات، بسبب مواقفه المنادية بالحرية ونبذ المستدمر، واقتناعه بالنشاط السياسي تحت لواء الحركة الوطنية، وتأثره بمضامين بعض المجلات الداعية إلى الحرية، مثل مجلة العروة الوثقى التي كانت تصدر في باريس من طرف الشيخين جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبدة، ومجلة الفتح لمحي الدين الخطيب ومجلة الرسالة، وكذا مجلة الشهاب التي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقيادة الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي تعرف عليه علي طيار في تونس، حين دعته جمعية الطلبة الجزائريين إلى إلقاء محاضرة، حيث كان معجبا بأسلوبه وصدق لهجته وإخلاص وطنيته وحماسه الفياض. من جانب آخر، كان للراحل علي طيار علاقات مع بعض مجاهدي وقيادات الثورة التحريرية، وفي مقدمتهم الشهيد عباس لغرور وعاجل عجول وإبراهيم حشاني وعبد المالك بومعيزة وغيرهم.
وموازاة مع نشاطه السياسي، بدليل مشاركته في مؤتمر أحباب البيان عن دائرة قايس عام 1945 بقيادة الدكتور سعدان، ما كلفه دخول سجن الكدية بقسنطينة يوم 8 ماي 45 مع بعض رفقائه، فإن للشيخ علي طيار مسيرة مبكرة مع مهنة التعليم، حيث عُيّن عام 1944 مديرا لمدرسة أم البنين بقايس، التي كانت تابعة لجمعية العلماء المسلمين، كما عمل في مدرسة بلعباس عام 1946، لينتقل إلى مستغانم كمدير لمدرستها الحرة، حيث زارهم المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي ألقى محاضرة تناول فيها أفكاره التي يحتويها كتابه الظاهرة القرآنية وسط جمع غفير من أبناء مستغانم، وفي عام 1950 عين مديرا لمدرسة الإرشاد بمدينة البليدة، ثم عمل في مدرسة الرشاد بسكيكدة، ليعود إلى باتنة، حيث عمل في مدرسة حرة ثم انتقل إلى مدرسة النشء الجديد التي كان يديرها الشيخ أحمد السعودي.
بعد الاستقلال، ساهم في تأطير المدرسة الجزائرية، من خلال تكوين الدفعات الأولى من المعلمين، بحكم منصبه كمستشار، ليواصل عمله مفتشا جهويا إلى غاية إحالته على التقاعد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)