موجة الأغاني السياسية في ملاعبنا:
وعي بالواقع أم تحريك من وراء ستار؟!
بقلم: يونس بلخام
إن عددا كبيرا من الأغاني السياسية صار يُردد في ملاعبنا التي يرتادها شباب أمثالنا المتأمل لكلمات هذه الأغاني يلمس فيها كمية كبيرة من الوعي السياسي لا يستهان بها أبدا والمثير للدهشة أيضا أن هذا النوع من الأغاني جاء كموجة مسّت جميع ملاعب الوطن دون إستثناء شباب يافع يصرخ بصوت واحد مرددا رسائل مضمرة ذات مدلول قوي لربما تعجز كثير من الأقلام والأفواه السياسية المتمرسة أن تعبر عنه لا لشيء إلا لأنه جاء من طرف فئة تعيش الواقع وتعبر عنه بلغة هذا الأخير!
إن هذا التزامن لهاته النوعية من الأغاني وغزوها لملاعبنا بمواقعها المختلفة حملنا على كتابة هذا المقال لنتحرى إن كانت هاته الموجة عفوية أم أن هناك أطرافا شاركت فيها بشكل من الأشكال خاصة وأن البلاد على موعد مع إستحقاق هام يتمثل في الإنتخابات الرئاسية هذه الأخيرة لم تكن في يوم من الأيام على سُلّم أولويات هؤلاء الشباب بل كانوا يعتبرونها لا حدث فكيف صار وتحقق وأن غيّر هؤلاء قناعاتهم وصاروا يحررون أغان تتمحور بمجملها حول موضوع واحد ووحيد ألا وهو الرئيس والإنتخابات بأسلوب وكلمات يقف المتأمل لها مشدوها فاغرا فاه!
إننا ولا شك لا نقسو على هؤلاء الشباب ولا نشكك في قدرتهم على فهم الواقع السياسي إلا أننا نخشى في نفس الوقت من إحتمال إستغلالهم من قبل جهة لا همّ لها سوى إثارة ما من شأنه أن يجر هؤلاء إلى مستنقع لا يستطيعون فيه وبعده أن يحظوا بملكة التفكير عقلانيا وإتخاذ القرارات الشخصية بسيادة شخصية ولو وصل الأمر إلى حد ملأ عقول هؤلاء الشباب بقناعات ليست وليدة تفكيرهم وإعمالهم لعقولهم فإننا نحذر من طامة كبرى لا يحمد عقباها فالشباب وَقود والوقود قد يلتهب ليدفئنا كما أنه قد يلتهب ليحرقنا إن لم نحسن فهم نوايا وعقليات هؤلاء الشباب ونضعهم في بيئة تحتضن شغفهم ومواهبهم ليفجروا طاقاتهم بعيدا عن محيط يجرهم من غير وعي إلى حتفهم إجتماعيا وأخلاقيا!
ما يزيد إحتمال أن هذه الأغاني ليست عفوية وهو الأمر الذي يحبطنا حقا ويجعلنا ندق ناقوس الخطر هو ولوج عدد كبير من رجال المال اللذين يمارسون السياسة المشوهة إلى هذا المضمار الشبابي من خلال ترأسهم لأندية كرة القدم أو كونهم رعاة رسميين لها وبالتالي فإحتمال إستغلال هؤلاء للشباب وارد ولا ينكره عاقل متمحص للموضوع فالرياضة قد دخلت حلبة الصراع السياسي بعد تيقن الكثير ممن يمارس السياسة المشوهة أن هاته الشريحة قد تكون طريقا معبدا لتحقيق مآرب معينة وهو ما لا نتمناه بصدق وإن كنا نلمس الأمر مكرسا على مدرجات وحناجر هؤلاء المناصرين الشباب!
بين العفوية والتحريك تتأرجح فرضياتنا فيما تعلق بهذه النوعية من الأغاني التي تستحق أن يلتفت المنظرون والأكاديميون اللذين يستعلون عن هكذا أمور وعليه فلن يستقيم الفهم الصحيح للواقع الجزائري من غير ولوج وتوغل كامل لتفاصيله التي يعتبر الشباب جزءا كبيرا منه فضرورة إنقاذ القناعات والتفكير الشخصي الحر أولى المسائل وأهمها والموضوع الذي تطرقنا نعتبره مما لا مراء فيه مادة دسمة للدراسة والتحليل فهل سيتشارك الجزائريون مستوى تفكير واحد حتى لا تضيع أي فئة من فئاته وما بالك إن كانت الفئة فئةُ الشباب!.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/02/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com