الجزائر

وظيفة الدِّين في إصلاح المجتمعات من كتاب



وظيفة الدِّين في إصلاح المجتمعات من كتاب
إنّ مراد الله تعالى في الأديان كلّها منذ النّشأة إلى ختم الرّسالة واحد، وهو حفظ نظام العالم وصلاح أحوال أهله. فالصّلاح مراد لله تعالى، قال عزّ وجلّ: {وإذَا تَوَلَّى سَعَى في الأرض لِيُفْسِدَ فيها وَيَهْلِكَ الحَرْثَ والنَّسْلَ واللهُ لا يُحبّ الفساد} البقرة 502. وقال على لسان بعض رسله (سيّدنا شعيب عليه السّلام) عليهم الصّلاة والسّلام: {إنْ أُريدُ إلاّ الإصلاح ما اسْتَطَعْتُ} هود 88. وقال: {مَن عَمِل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مُؤمنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حياةً طيِّبَة} النحل 79. من أجل ذلك، لم تزل الشّرائع تضبط تصرّفات النّاس في هذا العالم، بقوانين عاصمة عن مغالبة الأميال النّفسانية في حال الغضب والشّهوة، ومواثبتها على ما تدعو إليه الحكمة والرُّشد والتبصُّر في العواقب. وتلك المغالبة والمواثبة تحصل عند التّزاحم، لتحصيل الملائم ودفع المنافر، وعند التّسابق في ذلك التّحصيل والدفع.
فوظيفة الدِّين تلقين أتباعه لمَا فيه صلاحهم، عاجلاً وآجلاً، ممّا قد تحجبه عنهم مغالبة الأميال وسوء التبصُّر في العواقب، بما يسمّى بالعدالة والاستقامة. ثمّ هو بنفوذه في نفوس أتباعه، يحبّب إليهم العدالة والاستقامة، حتّى يبلغوا درجة التطبّع عليهما، فينساقوا إليهما باختيارهم. ئ؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)