الجزائر

وصايا في وداع رمضان الوصية الثانية: فلا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين



إنّ من أعظم الجرم وإنّ من أكبر الخسران أن يعود المرء بعد الغنيمة خاسرًا وأن يبدّد المكاسب الّتي يسّرها الله عزّ وجلّ له في شهر رمضان الفضيل، وأن يرتد بعد الإقبال مدبرًا وبعد المسارعة إلى الخيرات مهاجرًا وبعد عمران المساجد بالتلاوات والطاعات معرضًا.  إنّ من أعظم الجرم وإنّ من أكبر الخسران أن يعود المرء بعد الغنيمة خاسرًا وأن يبدّد المكاسب الّتي يسّرها الله عزّ وجلّ له في شهر رمضان الفضيل، وأن يرتد بعد الإقبال مدبرًا وبعد المسارعة إلى الخيرات مهاجرًا وبعد عمران المساجد بالتلاوات والطاعات معرضًا. فإنّ هذه الأمور لتدل على أنّ القلوب لم تحيا حياة كاملة بالإيمان ولم تستنر نورها التّام بالقرآن وأنّ النُّفوس لم تذق حلاوة الطاعة ولا المناجاة وأنّ الإيمان لا يزال في النُّفوس ضعيفًا وأن التّعلّق بالله عزّ وجلّ لا يزال واهنًا لأنّنا أيّها الإخوة على مدى شهر كامل دورة تدريبية على الطاعة والمسارعة إلى الخيرات والحرص على الطاعات ودوام الذِّكْر والتِّلاوة ومواصلة الدعاء والتّضرّع والابتهال والمسابقة في الإنفاق والبذل والإحسان ثمّ ينكس المرء بعد ذلك على عقبه.  ويدل ذلك على استحواذ الشيطان على الإنسان المؤمن وأنّ خنوس الشيطان في رمضان فترة مؤقّتة لم يتمكّن الإيمان في القلوب والذكر في النّفوس والصلة بالله عزّ وجل في كلّ آن، حتّى تعصم المرء من وساوس الشيطان {إنّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُم الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ}.ولذلك ينبغي لنا أن نتذكّر أنّ الارتداد على الأعقاب وأنّ المخالفة بعد الطاعات، وأنّ الوقوع في المعاصي بعد المداومة على الخيرات هو مِن أعظم البلاء، وهو أعظم بلية يبتلى بها الإنسان في هذه الدنيا. نسخة للطباعة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)