الجزائر

وصايا المعارضة للخروج من الأزمة



أفضى البيان الذي نتج عن الاجتماع الأخير للمعارضة الجزائرية إلى جملة من المقترحات التي حظيت بقراءات مختلفة من طرف الاعلام والطبقة السياسية، ففي ظل المأزق السياسي الذي تعيشه البلاد واشتداد وقع الحراك السلمي الذي يقوده الشعب من أجل الاستماع إلى مطالبه وضرورة تنفيذه من قبل السلطة الحاكمة. أرضية مطالب المعارضة تبدو جوهرية بغض النظر عن الأحزاب المجتمعة السبت الماضي وتوقيعها على لائحة المطالب ، إذا اعتبر بيان المعارضة الحراك السلمي الذي انخرطت فيه عديد الفئات و حتى تلك المحسوبة على الإدارات و الأحزاب الموالية ، هو الوسيلة التي حرّكت السلطة وأثنت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن التقدم لولاية جديدة في الانتخابات التي كان مزمعا تنظيمها في 28 أفريل، وهي الانتخابات التي ألغاها رئيس الجمهورية وأكّد انسحابه منها وأيضا تسليمه مقاليد السلطة بكل ديمقراطية للرئيس الذي يختاره الشعب ضمن انتخابات عامة جديدة ، كما دعا البيان إلى استمرارية الحراك الشعبي كآلية تمكّن من تحقيق المطالب بكل سلمية و مسؤولية . ولعلّ اللافت للانتباه في بيان اجتماع المعارضة الدعوة إلى إنشاء هيأة كفاءات تتكوّن من شخصيات لها وزنها السياسي والشعبي وتحظى بموافقة الحراك من أجل الوصول إلى المرحلة الانتقالية وتسييرها من خلال حكومة تصريف تتكوّن من كفاءات وطنية وتساعد الحكومة المذكورة من أجل الوصول إلى الانتخابات الرئاسية ومن ثم تسلّم الهيأة مقاليد الحكم للرئيس الجديد . وتتولى هذه الهيئة صلاحيات رئيس الدولة وتقوم بتعيين حكومة كفاءات وطنية لتصريف الاعمال وإنشاء هيئة وطنية مستقلة لتنظيم الانتخابات ، بالإضافة إلى تعديل قانون الانتخابات بما يضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة. خارطة الطريق التي اعتمدها اجتماع المعارضة أول أمس جاءت سياسية محضة تبعا للمأزق اسياسي الذي تعيشه البلاد متكئة على الشرعية الشعبية التي تأكدت أنّها الفاعل الأهم في أي تحوّل و تفرض مطالبها وفق الصلاحية التي خوّلها إيّاها دستور البلاد و ظهر ذلك من موقف المعارضة المجتمعة تجاه الحراك الذي نأى بنفسه عن أيّ تلوّن سياسي أو اديولوجي و لعلّ اللافت للانتباه الدعوة التي وجهتها المعارضة للجيش الوطني الشعبي مستعملة كلمة « المساعدة « من أجل الوصول إلى المبتغى و لملمة الأزمة في أقرب الآجال و بأقل الأضرار ، في اشارة إلى ضرورة دفع الجيش بالحل السياسي و تجنّب تكتله إلى جانب معيّن و أيضا ضرورة حمايته لمكسب الشعب و المتمثل في الحراك السلمي الذي يبغي من ورائه الشعب اصلاحات عميقة وواقعية تنتهي إلى بناء ديمقراطي ومتين لمؤسسات الدولة . اجتماع المعارضة الذي حظى بحضور عديد الوجوه الحزبية في البلاد أكّد أن جنوح ذات المعارضة إلى مثل هذه الاجتماعات و تأكيد مشاركة كل القوى السياسية في البلاد أكد من خلاله عديد القراءات اصرار المعارضة أن تكون قوّة اقتراح وحل للأزمة في البلاد .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)