عندما توصي الإدارة الأمريكية الزعماء الأفارقة ومنهم طبعا رئيس الجزائر بضرورة التداول على السلطة وعدم الإكثار من اللجوء إلى تعديل الدساتير، فهذا يعني في الأعراف السياسية ان الأمريكان يدركون ان الكثير من الأزمات في إفريقيا مصدرها الحكم،السلطة،.. الانفراد بالحكم،بالقرار السياسي، أي الديكتاتورية المؤدية إلى التشبت بالكرسي أو توريثه…والواقع ان محاذر الإدارة الأمريكية لها ما يبررها. فالقطيعة بين السلطات او الحكومات الإفريقية وشعوب القارة تكاد تكون ميزة في العمل السياسي. ومن ثمة نلاحظ تعدد الأزمات المسلحة في عديد بلدان القارة. إفريقيا تبقى في ذيل ترتيب الدول على سلم التطور والرفاهية رغم ثرواتها التي لا تنضب… لكنها الأولى في الترتيب العالمي من حيث عدد النزاعات المسلحة، الأمراض القاتلة كالايبولا. الملاريا وغيرها من الأمراض التي انقرضت، إفريقيا أيضا هي مرتع المجاعة والهجرة والقهر الاجتماعي والأمية والجهل. هي أيضا مصدر لتجارة السلاح وتهريب البشر… هذه الأمراض التي تعاني منها إفريقيا مع اختلاف حجم ومستوى المعاناة من بلد إلى أخر لا يجد تفسيره إلا في مشكل السلطة. في أزمة الحكم التي تنخر جسد القارة السمراء المترهل…لذا جاءت توصيات أوباما لعل وعسى تكون بداية لعاج جزء من أمراض الأفارقة.
تاريخ الإضافة : 10/08/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com