الجزائر

«وسيلة اتصال» قربت بين الأفراد.. وأنقذت أشخاصا من الهلاك



تقاطع المواطنون الذين اقتربت منهم «الشعب» في التأكيد بأن الهاتف النقال وسيلة فعالة في مكافحة الجريمة وتفادي التعرض للأخطار، واستنادا إليهم سمحت هذه الوسيلة الهامة للاتصال بوضع حد لمختلف أنواع الجرائم التي استفحلت في المجتمع الجزائري على غرار التحرشات والسرقة.لم يعد الهاتف النقال مجرد وسيلة للاتصال فقط، ما يفسر إقبال الجزائريين على اقتناء الشرائح بعدد فاق توقعات المتعاملين الناشطين في السوق الوطنية ذلك أنه أصبح بمثابة وسيلة للنجدة حتى في حال نفاد رصيد الزبون، لأن البعض منهم على غرار «نجمة» تمكن الزبون من بعث رسائل قصيرة مجانا إلى الأشخاص الذين هو في حاجة إليهم للاتصال به.
وبات سائقو السيارات لا يخشون تعطل سياراتهم، لأن بإمكانهم إجراء الاتصالات اللازمة مهما كان مكان تواجدهم أو التوقيت بما في ذلك ليلا، كما أن أصحاب الحالات الاستعجالية من مرضى ومسافرين لا يعترضهم بدورهم مشكل النقل، وإلى ذلك ساهم في خلق مناصب الشغل بالنسبة للبطالين الذين يملكون سيارات يضعونها تحت تصرف زبائنهم الذين بات بإمكانهم الاتصال بهم في أي وقت.
الاتصال بالطبيب على رقمه الخاص، والاتصال للاطمئنان على أحد أفراد العائلة، و قضاء الحاجيات ذات الطابع الاستعجالي كلها أمور باتت ممكنة بفضل الهاتف النقال.
السيدة مليكة.ب: النقال وفر لنا مشقة العناء
وفي هذا السياق، أكدت السيدة مليكة.ب البالغة 54 سنة، والقاطنة ببلدية الكاليتوس على فائدة استخدام جهاز الهاتف النقال في الأوقات الحرجة قائلة: «أحيانا عندما أقلق بسبب تواجد ابني في الخارج وتأخره لساعات، أجد أمامي الهاتف النقال فاتصل به مباشرة كي أطمئن بأنه لم يتعرض لسوء، وفي غالب الأحيان ابني هو الذي يتصل بي ليقول لي بأنه سيتأخر».
وأضافت المتحدثة في تصريح ل «الشعب» أنه الحمد لله و الفضل يعود للمخترعين العباقرة الذين استحدثوا لنا هذه التكنولوجيا الحديثة التي نستخدمها في الأوقات العصيبة. فقد وفرت علينا مشقة العناء، فمثلا إذا أردنا دعوة أحد الأقارب أو الأصدقاء، فما علينا إلا تشكيل رقم المعني والحديث معه في 10 دقائق دون تكلف عناء التنقل إليه. بالنظر إلى الاكتظاظ الذي نشهده اليوم على مستوى الطرقات.
السيد بلقاسم: النقال أنقذ أشخاصا من السرقات
نفس الانطباع لمسناه لدى السيد بلقاسم، ذو الستين سنة الذي أبرز أهمية هذه التقنية في إنقاذ بعض الاشخاص من عصابات اللصوص، وفي هذا الصدد، سرد لنا قصة حدثت له، قائلا: «أنه في أحد المرات شاهد أحد الشبان يريد اقتحام منزل جاره لسرقته، فقام مباشرة بالاتصال بمصالح الشرطة التي أتت على جناح السرعة وقبضت على السارق».
وفي هذا السياق دائما، أضاف محدثنا أن أحد أصدقائه روى له حادثة جرت في إحدى المرات، تعرض شخص لنوبة قلبية وكاد أن يتوقف قلبه وكان هاتفك النقال من جهة القلب، أين كان يهتز الهاتف وفي لحظة عادت ضربات القلب إلى حالتها الطبيعية بفضل هذا الجهاز، على حد قول بلقاسم.
وقد أجمع جل الذين التقيناهم على أن الهاتف النقال ضروري وأصبح من غير الممكن الاستغناء عنه، بل وصف البعض نسيان هاتفه النقال بالمنزل وكأنه فقد شخصا عزيزا عليه. بحكم أنه يقوم بوظيفتين الأولى الاتصال بالآخرين في حين الوظيفة الثانية تتمثل في التعرف على الوقت أي أنه أضحى بمثابة ساعة.
مروان: النقال يجعلني
قريبا من العائلة
وقال مروان شاب في مقتبل عمره صادفناه بشارع حسيبة وسط العاصمة أن استخدام الجوال أو الهاتف النقال في الحياة اليومية أصبح أكثر من ضرورة لدرجة انه أصبح من النادر أن تجد احدا لا يملك هاتفا نقالا، وذلك لايجابياته العديدة فهو يجعلك دائما قريبا من العائلة ومن الأشخاص الذين يهمك أمرهم إضافة إلى انه أصبح له مزايا ايجابية عديدة من خلال التبليغ عن الجرائم لحظة حدوثها كالسرقة وأيضا في الإسعافات عندما يتعلق الأمر بحادث مرور بمنطقة معزولة أو على مستوى الطريق السريع.
كما أن الهواتف الجوالة حسب أهل الاختصاص كان لها اثر اقتصادي واجتماعي كبير ساهم في تغيير وجه المنطقة، حيث لعب دورا كبيرا في خلق مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة، مساهما بذلك في دعم النمو الاقتصادي وتعزيز التآلف والأمن الاجتماعي، خاصة وان استخدام الهواتف الجوالة في الجزائر فاق كل التصورات.
آداة تحسيسية لشتى القطاعات
دون أن ننسى الأثر الاجتماعي الكبير الذي تركه الهاتف الجوال على جيل الشباب وبالذات في الانتشار الواسع لتبادل رسائل الجوال القصيرة أو استخدامها للتصويت في البرامج الموجهة للشباب، فضلا عما تلعبه من دور كبير في إنقاذ أرواح المواطنين في حال تعرضهم إلى حوادث في أماكن معزولة حيث يسهل الاتصال بسيارات الإسعاف فضلا عن استخدامه كوسيلة للاطمئنان على سلامة من يحبونهم في كل منطقة بهذا العالم.
وتجدر الإشارة، إلى أن مزايا الهاتف النقال، لا تقتصر على هذا الجانب، فقد أصبح وسيلة إعلامية تحسيسية تستخدمها وزارة الداخلية والجماعات المحلية من خلال إرسالها لرسائل قصيرة عبر المتعاملين الثلاثة للهاتف النقال لتوعية المواطن وتذكيرهم بضرورة المشاركة في الانتخابات باعتباره واجبا دستوريا، واطلاعهم على طريقة الحصول على بطاقة الناخب.
وبالمقابل، فقد أرسلت أرقاما خضراء عبر رسائل قصيرة خلال موجة الثلوج التي اجتاحت معظم ولايات الوطن، لإخطار المواطنين القاطنين في المناطق المعزولة بالاتصال بقاعة العمليات والتنسيق لأمن ولاية الجزائر التي بدورها تتصل بمصالح الدرك والأمن الوطنيين للتدخل في حالة انسداد الطريق، أو ندرة المؤونة الغذائية، بتلك المناطق وهذا ما رأيناه في الميدان.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)