الجزائر

وزير جزائري سابق يتحدث عن "نبيل فقير" و "روراوة" و يقول .. هذا هو السيناريو المخيف ل "اللاعب فقير"؟!



وزير جزائري سابق يتحدث عن
في مقال جديد له، استعرض وزير الدولة السابق، و الرئيس الحالي للمجلس الأعلى للغة العربية، عز الدين ميهوبي، قصة اللاعب الفرانكوجزائري، نبيل فقير الذي فضّل أخيرا وقرر اللعب لفرنسا بدل الجزائر، بعدما انتظرته الجماهير لمدة طويلة.عز الدين ميهوبي الذي يعتبر من المتابعين المميزين للحقل الرياضي في الجزائر، وسبق له أن نشر العديد من الكتب والمقالات حول واقع الرياضة وبشكل خاص كرة القدم، أبرزها "كتاب جابولاني"، وهو اسم الكرة التي لعبت بها مباريات كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا، وأثارت الكثير من الجدل بين مدربي ولاعبي المنتخبات المشاركة في المونديال.وجاء مقال عز الدين ميهوبي الذي نشرته جريدة "الحياة" اللندنية كالتالي: يعترف نبيل فقير أنه كان يفتقر إلى الحكمة عندما اتصل بمدرب منتخب الجزائر كريستيان جوركوف يخبره باختياره اللعب للمحاربين بدلاً من الديكة.. إلا أن انقلاباً حدث بعد ساعة من هذه المكالمة، فتغير اللون الأخضر إلى أزرق، ووجد نجم ليون الفرنسي نفسه في دوامة صراع بين وطن العائلة الذي يجذبه بشدة، وموطن الإقامة الذي يغريه بحدة، وهو الذي لم يتجاوز ال21، لا يدري كيف يخرج منها بأقل الأضرار. ما أعرفه شخصياً من محيط عائلة نبيل أنها تدفع به نحو منتخب الجزائر كما فعل زياني وعنتر وبوقرة وإبراهيمي ومصباح وغيلاس وغيرهم من أبناء المغتربين الجزائريين في فرنسا، بينما يضغط عليه محيط فريقه ليون للعب إلى جانب بنزيمة وماتويدي، وكأن الأمر يتعلق بدرجة رجال أعمال ودرجة ثانية، إلا أن ضغط لوبي الديكة نجح في تغيير موقف نبيل ودفعه إلى القول: «أحب فرنسا مثلما أحب الجزائر..»، وكان عليه أن يقول: «أحب الجزائر، لكنني أحب فرنسا أيضاً». ولم يقبل الجزائريون، بسبب إفراط في الوطنية، قرار نبيل، واعتبروه يفتقر إلى كوليسترول الوطنية المطلوب، وأن مصيره سيكون مثل ناصري الذي انتهى متمرداً، وشامتاً في هزيمة منتخب فرنسا، ومهللاً لإنجازات الجزائر التي لم يلعب لها، معترفاً أنه أخطأ عندما انساق وراء الشهرة، متجاوزاً اختيار القلب. والمفارقة أنه في اليوم الذي أغلق فيه فقير باب الجزائر أعلن غزال الأصغر وطافر وبهلول وبن زية استعدادهم للعب إلى جانب ماندي وبن طالب ومحرز.. وهو موقف جعل فقير في حرج كبير، ومع هذا قال اخترت فرنسا.. وهي كلمة قاسية على الجزائريين، لما تحمله من مدلول تاريخي عنيف. وبغض النظر عن الظروف التي جعلت النجم الموهوب نبيل فقير يختار اللعب لفرنسا، فإن تجربة زيدان لن تتكرر مع كل اللاعبين العرب والأفارقة مع منتخب يعتمد في ثلاثة أرباع لاعبيه على أبناء المستعمرات القديمة، لأن كثيراً من اللاعبين يعتقدون أن اختزال الطريق للوصول إلى التألق والشهرة الكبيرة لا يمر إلا عبر رواق الديكة، في حين أن هناك لاعبين يمتلكون القدرة في تقمص ألوان فرنسا، يختارون الأصل لا المستنسخ، أي أنهم لا يترددون في اللعب لمنتخب موطنهم الأصلي. ولعل أكثر البلدان العربية عرضة لهذه الحال هي تونس والجزائر والمغرب، خصوصاً بعد أن نجح رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة في إحداث اختراق قوي في لوائح «فيفا» بالسماح للاعبين ممن هم دون ال23 من العمر باللعب لمنتخبات بلدانهم الأم، ولو سبق لهم اللعب لمنتخبات أخرى، خصوصاً فرنسا، وهو ما مكن عدداً من البلدان الأفريقية أن تستعيد كثيراً من النجوم الذين أحرقوا وتُركوا في المجهول، فكثير من البلدان مدين لجهود روراوة، ويمكن لبلدان عربية، وغير عربية أخرى أن تستفيد من هذا المكسب الذي يعيد ربط الشباب العربي المهاجر بوطنه الأصلي. إن فقير الذي نلامس له العذر لسببين، كونه ما زال شاباً، يمتلك موهبة الكرة وتنقصه حكمة القرار، ولكونه أيضاً غير مرتبط عضوياً بموطن آبائه، ولم يعرف سوى بيئة فرنسا التي صنعت منه النجم الصاعد، غير أن ما يخيف في كل هذا، أنه قد يخسر منتخب الجزائر ولن يضمن مكانه في تشكيل ديشان، وبالتالي يخسر رغبة أبويه، ولن يحقق غرور لوبي الديكة المناوئ لسياسة روراوة التي تقطف ثمار ما تنتجه مراكز التدريب الفرنسية. وإن غداً لناظره قريب جداً، وامتحان مونديال روسيا على الأبواب، هل سيكون نبيل موجوداً أم ينتهي على رصيف سبقه إليه ناصري وغيره؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)