الجزائر

وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله لـ''الخبر'' من المدينة المنورة حج هذا العام من أحسن المواسم وسجلنا إصابة 38 حاجا بأمراض عقلية


800 ألف ''حراف'' سعودي أدوا الفريضة خارج الرقم الرسمي نفكر في استئجار العمائر مستقبلا في منطقة العزيزية وصف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبد الله غلام الله، الظروف التي جرت فيها مناسك الحج هذا العام بـ''الجيدة'' و''يعتبر من أحسن المواسم''، مستدلا على ذلك بمعطيات في الميدان من تراجع في عدد الوفيات وتحسن ظروف الإقامة في المشاعر، ووسائل النقل التي مكنت الحجاج من أداء المناسك في أحسن الظروف.  كشف الوزير بوعبد الله غلام الله، في تصريح لـ الخبر بالمدينة المنورة، ساعات قبل مغادرته البقاع المقدسة باتجاه الجزائر، أمس، أن اللجنة الوطنية للحج تفكر من الآن في تحضير موسم الحج المقبل، وقد يرسو رأيها على تأجير العمائر للحجاج في منطقة العزيزية التي تتوسط مكة المكرمة ومنى، على أن توفر حافلات لنقل الحجيج باتجاه الحرم المكي بعد أن أصبحت العمائر التي تقع في محيطه لا تستجيب لرغبات الحاج، وفي نفس الوقت تقريبهم من منى لتجنيبهم البقاء طول اليوم في مخيمات منطقة المشاعر . فبإمكان الحاج، يقول الوزير، القيام بعملية رجم الجمرات ثم الذهاب إلى إقامته في العزيزية مشيا على الأقدام لقضاء يومه كاملا هناك ثم العودة للمبيت في مخيمات منى .
وأوضح الوزير، في تقييمه الأولي لحج هذا العام، أنه بصفة عامة جيد ومن أحسن المواسم ، معللا ذلك بتراجع في عدد الوفيات الذي لم يتعد الرقم ,19 بينما كان الموسم الماضي 32 حالة ، وكذلك ضمان نقل الحجاج في منطقة المشاعر وفق مبدأ الرد الواحد حيث تم توفير 700 حافلة لنقل 18 ألف حاج من مكة إلى عرفات ومن هذه الأخيرة إلى مزدلفة ومنها إلى منى ثم العودة إلى مكة .
وأضاف الوزير، في سرده للعوامل التي ساهمت في إنجاح الحج ، اختيار أعضاء البعثة من الذين يملكون خبرة ودراية في شؤون الحج سواء ضمن الطاقم الطبي أو الاجتماعي، وكذا اندماج رجال الحماية المدنية ضمن صفوف البعثة ما ساهم في تأطير الحجاج بصورة جيدة والتحكم في عدد التائهين وتقديم المساعدة لهم في عين المكان لإيصالهم إلى مقرات إقاماتهم .
وبلغة الأرقام قال الوزير إن البعثة قامت بتعويض 171 حاج ممن ضاعت منهم أموالهم، وتكفلت بعلاج 79 حاجا في المستشفيات السعودية، و189 آخر في العيادات المركزية للبعثة وفروعها في مكة والمدينة، وإخضاع 374 منهم للمتابعة والملاحظة. وسجلت البعثة إصابة 38 حاجا بالأمراض العقلية، تم ترحيل 7 منهم إلى أرض الوطن دون تأديتهم للمناسك، علاوة على استفادة ما يقارب 35 ألف حاج من خدمات الإقامة والنقل في مكة والمدينة، حيث وفرت البعثة الأفرشة اللائقة للحجاج في مخيمات منى، كما ساهمت وسائل النقل في تقليص تيهان الحجاج في منطقة المشاعر.
وردا على المنتقدين لنوعية الحافلات التي استأجرتها البعثة، قال الوزير: إن بعض رؤساء المكاتب لم يتصلوا بالمطوف لتوفير النقل في الوقت المناسب ، وبخاصة خلال تنقلهم من مكة إلى المدينة، لعدم معرفتهم كيفية الاستفادة من خدمات الحافلات المريحة، فتحصلوا على حافلات قديمة . وهو ما تسبب في تعب واستياء بعض الحجاج خلال رحلتهم من مكة إلى المدينة.
أما بخصوص كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة الذين شكلوا نقطة سوداء ، أوضح غلام الله أن الحكومة لا يمكنها الوقوف أمام رغبات الحاج، بل تشترط على الراغبين في الحج الخضوع للفحص الطبي، ومن يتمتع بصحة جيدة تسمح له بأداء المناسك، ولا يمكن للبعثة أن تتحمل أخطاء الغير . وقدم هنا مثالا عن العربية السعودية التي سمحت هذا العام لمليون شخص من مواطنيها بأداء مناسك الحج، غير أن معطيات الميدان أكدت أن 800 ألف حراف سعودي أدوا الفريضة خارج الرقم الرسمي. ومثل هذا الأمر، يضيف الوزير، ينطبق كذلك على الجزائريين المتلهفين وراء أداء الفريضة، ولو كلفهم ذلك مشاق كبيرة.
وتطرق الوزير، في ختام تصريحه، إلى احتجاجات بعض الحجاج في منطقة المشاعر، حيث شدد على أن الذين احتجوا ليس على مصالحهم الشخصية، إنما اشتكوا على الغير، وهي حكايات تتكرر مع كل موسم مع أناس لهم مواقف سلبية تجاه الدولة الجزائرية ، ويريدون من وراء ذلك، حسبه، لفت الانتباه وإحداث الفوضى في صفوف الحجاج لا غير. واعترف الوزير بوجود قناعات شخصية لدى بعض الحجاج الرافضين لطريقة المبيت في منى وهي قناعات ورغبات شخصية نحترمها .
أما بالنسبة لانتشار القمامة في مخيمات منى وعرفات، أشار الوزير إلى أن اعتماد السلطات السعودية على التنظيم الجماهيري لموسم الحج عوض التنظيم السياحي، أدى إلى انتشار القمامة وعجز الهيئات المكلفة برفعها عن التحكم فيها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)