* رئيس الجمهورية يعزي ووفد حكومي يشرف على التكفل بالمتضررينتشييع جثامين الضحايا في جو مهيب بحضور وزير الداخلية
شيعت، عشية أمس، جنازة 10 ضحايا لحادث انفجار الغاز المتبوع بانهيار منازل بحي 05 جويلية ببلدية برج بوعريريج، في جو مهيب بمقبرة سيدي بتقة، بحضور وفد وزاري متكون من ثلاثة وزراء يتقدمهم كمال بلجود وزير الداخلية والجماعات المحلية، الذي قدم تعازي رئيس الجمهورية لعائلات الضحايا وأكد على فتح تحقيق شامل لتحديد أسباب الانفجار، واتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة على ضوء نتائج التحقيق، كما قام إلى جانب وزير الصحة بوبكر بن بوزيد و وزيرة التضامن والنشاط الاجتماعي كوثر كريكو بزيارة للاطمئنان على صحة المصابين المتواجدين بقاعة العناية المركزة بمستشفى بوزيدي، وتقديم التعازي لعائلة وأهل الضحايا.
وقبلها بيوم التحفت ولاية برج بوعريريج، رداء الحزن في يوم خميس أسود، استيقظ فيه سكان عاصمة الولاية وحي 05 جويلية تحديدا الواقع بالمدخل الغربي للمدينة، على وقع دوي انفجار عنيف هز منزلا بالكامل وتسبب في انهياره كليا، وامتدت رقعة التشققات والتصدعات إلى المنازل المجاورة، أين سجلت بأغلبها انهيارات جزئية، فضلا عن تحطم سيارتين كانتا مركونتين بالقرب من موقع الانفجار، وتعرض 16 شخصا بهذه السكنات لإصابات وجروح متفاوتة الخطورة .
حالة من الهلع من هول الانفجار
و وسط حالة من الهلع والفزع لهول الانفجار وقوته، سارعت السلطات المحلية والمواطنين إلى مكان الحادث لتقديم الاسعافات الأولية للمصابين، و رفع الردم و البحث تحت الانقاض أملا في انقاذ الضحايا، خاصة على مستوى المنزل المنهار، أين توفي جميع أفراد العائلة (الأم وابناها وزوجتاهما و05 أطفال) الذين كانوا داخل المنزل وقت الانفجار في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، لتسارع فرق النجدة والسلطات المحلية يتقدمهم والي الولاية الذي تنقل لمكان الحادث وأمر بتجنيد جميع الوسائل المادية والبشرية من أجل التدخل المستعجل لإنقاذ المصابين ورفع الردم والركام لاستخراج جثث الضحايا، فضلا عن تطوع خواص بآليات الحفر والرافعات وآلات الشحن والشاحنات، و مواطنين لمساعدة أعوان الحماية المدنية، في عمليات الانقاذ التي استغرقت حسب ما أكده المكلف بالاعلام بمديرية الحماية المدنية للنصر، حوالي 18 ساعة، و تم خلالها انتشال جثامين المتوفين من تحت الانقاض، وتم انتشال آخر جثمان في حدود الساعة الواحدة والنصف صباحا، فيما تواصلت عملية رفع الردم إلى حدود الساعة الثالثة والنصف صباحا.
تجنيد للإمكانات وهبة تضامنية واسعة من المواطنين والخواص
و أكد الوالي محمد بن مالك خلال تنقله إلى مكان الحادث على توفير جميع الامكانيات، والتكفل النفسي بعائلات الضحايا، بالإضافة إلى تجنيد جميع الامكانيات لإسعاف المصابين والتكفل بهم على مستوى مستشفى بوزيدي الولائي، بما في ذلك تجنيد أغلب وحدات الحماية على مستوى الولاية، و 10 سيارات إسعاف و07 شاحنات بالإضافة إلى العديد من الآليات والعتاد التابع للقطاعات العمومية والخاصة، مشيرا إلى تسجيل خسائر مادية وبشرية ناجمة عن هذا الحادث المأساوي، حددتها مديرية الحماية المدنية في حصيلة اجمالية بعد انتهاء عملية التدخل، حيث أكدت على تسجيل 10 وفيات و 16 جريحا نجمت عن الانهيار الكلي للمنزل المتكون من طابق أرضي وطابقين علويين، الناجم عن انفجار قوي تسبب في انهيار جزئي ل 05سكنات وبنايات مجاورة وتحطم سيارتين .
كما شهد موقع الحادث تنقل مئات المواطنين، لمساعدة فرق النجدة والاسعاف، وتقديم يد العون لعائلات الضحايا والمصابين، و هبة تضامنية واسعة بتوفير وجبات الافطار للقائمين على أشغال رفع الردم من أعوان النجدة والحماية والسائقين للرافعات وآليات الحفر والشحن والعمال المنهمكين طيلة ساعات في رفع الردم، و مصالح الأمن ومختلف المتدخلين .
مغادرة 14 مصابا المستشفى بعد خضوعهم للعلاج
الحادث خلف 26 ضحية من بينهم 10وفيات، 06 منهم فارقوا الحياة بمكان الحادث، في حين لفظ 04 المتبقين أنفاسهم الأخيرة، بعد نقلهم إلى مستشفى بوزيدي لخضر ببرج بوعريريج، متأثرين بالإصابات الخطيرة التي لحقت بهم، ونقل 16 مصابا بينهم مصابان اثنان مازالا يخضعان للعلاج والمراقبة الدقيقة بغرفة العناية المركزة، في حين غادر البقية المصحة بعد خضوعهم للعلاج والتأكد من عدم خطورة اصابتهم، حسب حصيلة رسمية.
مواطنون يشتكون من الإهمال ويحملون المسؤولية لشركة (سونلغاز)
و عبر عشرات المواطنين من قاطني الحي الذي وقع به الانفجار والسكنات المجاورة للمنزل المنهار، يوم الحادث وفي تصريحاتهم لوزير الداخلية خلال تنقله للمنزل المنهار وموقع الانفجار، عن استيائهم مما وصفوه بالإهمال، محملين المسؤولية لمصالح وحدة توزيع الكهرباء والغاز التي قالوا إنها لم تقم بواجبها رغم تبليغها بوجود تسرب للغاز من قبل صاحب المنزل الناجي الوحيد لمغادرته المسكن قبل وقوع الانفجار، مشيرين إلى تنقل فرقة الصيانة بإلحاح منه، واطلاعها على موقع التسرب، أين وعدوه بالعودة لتصليح العطب بعد الافطار، و نصحوه بتغيير جهاز تخفيض الغاز على مستوى المنزل، غير أنهم لم يعودوا حسب ما صرح به المواطنون لوزير الداخلية، كما طالب البعض منهم والي الولاية بمعاقبة المتسببين في هذا الحادث، مع العلم أن مدير وحدة توزيع الكهرباء والغاز ببرج بوعريريج، أكد على أن أسباب الحادث سيتم تحديدها بدقة بناء على نتائج التحقيق ومعاينة الشبكة تقنيا، كما أكد في هذا الصدد وزير الداخلية على أن المنزل قديم و قد شهد مؤخرا اعادة تهيئة الشبكات و شبكة توزيع الغاز في سنة 2020 أي قبل عامين .
ع/ بوعبدالله
الرئيس تبون يعزي عائلات الضحايا
قدم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أول أمس الخميس، تعازيه لعائلات «ضحايا الحادث الأليم الذي وقع بولاية برج بوعريريج إثر انفجار تسبب فيه تسرب للغاز بأحد المنازل».
كما أعرب رئيس الجمهورية عن تمنياته «بالشفاء العاجل للجرحى «.
وفد حكومي يعزي عائلات الضحايا ويقف على حالة المصابين
فتح تحقيق في الحادث والتكفل بالمتضررين
أعلن، يوم أمس، كمال بلجود وزير الداخلية والجماعات المحلية، فتح تحقيق معمق وشامل، لتحديد أسباب الانفجار الذي تسبب في انهيار منزل بالكامل وتضرر 05 منازل مجاورة ببرج بوعريريج، مبرزا حرص رئيس الجمهورية على متابعة الحادثة وتقديم التعازي لعائلات الضحايا والمواطنين بالولاية، كما كشف عن اطلاق عملية مسح شامل بالتنسيق مع فرقة المراقبة التقنية للبنايات وفرق تقنية أخرى متخصصة، لتحديد المنازل المتضررة والخسائر الإجمالية.
و في رده على سؤال للنصر، في تصريحات إعلامية على هامش الزيارة التي قادته لولاية برج بوعريريج لتقديم التعازي لعائلات الضحايا والوقوف على حالة المصابين وتشييع جنازة المتوفين العشرة، إلى جانب وزيري الصحة والتضامن، أكد على وقوف الدولة مع عائلات الضحايا والتكفل بهم، كاشفا عن الشروع في عملية مسح شامل لتحديد الأضرار والخسائر، و تحديد المسؤوليات، فضلا عن معاينة جميع البنايات المتضررة والتي تعرضت لتشققات وانهيارات جزئية جراء حادث انفجار الغاز، لتحديد حجم الخسائر والضرر من قبل الفرق التقنية المكلفة بهذه الدراسة وعملية التحقيق، مبرزا اهتمام الدولة بمواطنيها، ومن ذلك إعطاء تعليمات بالتكفل الفوري بالأفراد المتبقين للعائلة التي انهار منزلها بالكامل، ودعمها في هذا الظرف الحساس بمنحها مسكنا وتوفير احتياجاتها الحالية، وتجديد تأكيده على حرص رئيس الجمهورية والوزير الأول لمتابعة تطورات الحادث حالة بحالة، و تكليف الرئيس للوفد الوزاري بالتنقل إلى العائلات المتضررة، وتقديم واجب العزاء، نظرا لهول الفاجعة والحصيلة الثقيلة المسجلة .
وقال الوزير إنه وحسب المعلومات المتداولة وما سمعه من تصريحات للمواطنين بمكان الحادث، فإن الإنفجار ناتج عن تسرب للغاز، مضيفا أن تحديد الأسباب الحقيقية يبقى مرهونا بنتائج التحقيق الذي تمت مباشرته من الجهات والمصالح المعنية، منذ التبليغ عن الحادث، منبها إلى أن الحي قديم ومنجز وفقا للمقاييس المعمول بها وليس فوضويا،كما أن البناية المنهارة أنجزت بطريقة قانونية وصاحبها يحوز على عقد الملكية ورخصة البناء، و نبه إلى أن شبكة توزيع الغاز الطبيعي بهذا الحي، تم تجديدها وإعادة تهيئتها قبل عامين، أي في سنة 2020، وحسب مصالح (سونلغاز) فهي مطابقة للمقاييس والمواصفات المعمول بها، ما يحتم التريث لتحديد السبب الحقيقي وراء الانفجار، ومن ذلك تحديد المسؤوليات واتخاذ الاجراءات اللازمة و المنصوص عليها قانونا كما أضاف.
ونبه الوزير إلى ضرورة اليقظة الدائمة لتفادي مثل هذه الحوادث، سواء من قبل المواطنين وحتى فرق الصيانة ومختلف المصالح، كما دعا المواطنين إلى اتخاذ الحيطة والحذر لتجنب الحوادث المنزلية وبالأخص حوادث الانفجارات التي عادة ما تخلف مأساة للعائلات و تتسبب في فقدان ضحايا .و أضاف وزير الداخلية أنه كان يتابع عمليات التدخل وتطورات الحادث حالة بحالة، مبديا ارتياحه لما قامت به السلطات المحلية ومصالح الحماية المدنية والأمن والمواطنين من جهود وتدخل سريع لنقل المصابين والجرحى، وإخراج جثامين المتوفين من تحت الانقاض، مؤكدا على اتخاذ جميع الاجراءات الكفيلة بالتكفل السريع بعائلات الضحايا والمتابعة المستمرة للوضع، من قبل كبار المسؤولين، يتقدمهم رئيس الجمهورية والوزير الأول و تتبع حصيلة الحادث وجهود الانقاذ حالة بحالة .
من جهتها أعلنت كوثر كريكو وزيرة التضامن والنشاط الاجتماعي، إسداء تعليمات للتكفل النفسي والاجتماعي الفوري والمستعجل بعائلات الضحايا. وقالت، الوزيرة خلال زيارتها إلى جانب وزير الداخلية و وزير الصحة لعائلات ضحايا الانفجار العنيف، أن وقع الحادث كان مؤلما وقاسيا على العائلات وسكان الولاية وكافة المواطنين عبر التراب الوطني، موجهة تعازيها للعائلات، و أضافت أنها وقفت على العناية والتكفل النفسي بعائلات الضحايا وكذلك المتضررين، وأسدت تعليمات فورية للتكفل النفسي بهم عن طريق الخلايا الجوارية والاستعانة بالنفسانيين التابعين لقطاع الصحة و الخلايا الجوارية على مستوى البلديات ونحن في المتابعة الدائمة للوضع، ونجدد النداء إلى المواطنين للاستعمال العقلاني للغاز داخل المنازل، وتفقد شبكات التوصيل».
و طمأن، من جهته، بوبكر بن بوزيد وزير الصحة، بخصوص الوضع الصحي مؤكدا مغادرة 14 مصابا للمستشفى، و وقوفه الشخصي على حالة مصابين اثنين مازالا بقاعة العناية المركزة.
وأوضح الوزير أن الوضع الصحي للمصابين المتبقين لا يدعو الى القلق، حيث لا يزال طفل يعاني من كسر وصفه بالبسيط على مستوى الساق، وطفلة تعاني من رضوض و خدوش جراء حادث سقوط مواد صلبة وتسجيل انهيارات جزئية بالمنازل المتضررة من قوة الانفجار.
وأشار الوزير إلى استقبال المصابين تباعا، وتوفير جميع الامكانيات المادية والبشرية للتكفل بهم، مع تدعيم التأطير الطبي المتخصص للتكفل بجميع الحالات، ما سمح بتقديم العلاج اللازم لجميع المصابين واخراجهم من حالة الخطر، مستدلا بمغادرة 14 مصابا للمصحة بعد خضوعهم للعلاج وتعافيهم من الاصابة، في حين ما يزال المصابان المتبقيان يخضعان للمراقبة الطبية المستمرة والعناية الدائمة، مستبعدا أن يتم تحويلهما إلى مصحات أخرى بالعاصمة، بالنظر الى استقرار وضعهما الصحي والتكفل المستعجل بهما على مستوى مستشفى بوزيدي .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/04/2022
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ع بوعبد الله
المصدر : www.annasronline.com