وزارة السكن طلبت من ديوان الترقية حل المشكل وديا مواطنة مهددة بالطرد رغم تسديدها ثمن الشقة كاملا

دعت مواطنة من بلدية المحمدية بالعاصمة وزير السكن لإنقاذها من التشرد والطرد من بيتها الذي تحصلت عليه بموجب وثائق قانونية منذ 12 سنة، وأكدت بأن ديوان الترقية والتسيير العقاري  للدار البيضاء يرفض التسوية الودية التي اقترحتها الوزارة في مراسلة رسمية وجهت له  مؤخرا، علما أن قرار الطرد الصادر عن مجلس قضاء الجزائر محدد بتاريخ 23 فيفري الجاري.
 كشفت السيدة مصباح البالغة من العمر 74 سنة، خلال تنقلها أمس إلى مقر'' الخبر''، عن تفاصيل النزاع القضائي الذي يجمعها بالديوان المذكور. وقالت المتحدثة، وهي تنتمي إلى الأسرة الثورية، إن معاناتها مع هذه الهيئة تعود إلى سنة 2006، عندما قام الديوان برفع دعوى قضائية ضدها بسبب عدم تسديدها للشطر الأخير من المبلغ الإجمالي للمسكن الترقوي المتحصل عليه، ذي الثلاث غرف، وقد قدرت قيمة هذا القسط المالي بحوالي 200 مليون سنتيم، مع العلم أن المشتكية أصرت حينذاك، وإلى غاية الآن، على دفع هذا المبلغ لكن الديوان يرفض على حد قولها ''إخراج'' الملف من أروقة العدالة لأسباب ''غامضة''.
وتشك السيدة مصباح في وجود ''نية مبيتة'' لدى الديوان بعدم حل المشكل وديا، ''وإلا لماذا يرفض مدير الديوان استقبالي لإنهاء المشكل''. وعبرت في هذا الصدد عن أسفها العميق حيال تجاهل إدارة الديوان لوضعها الصحي المعقد وإرغامها على التنقل في كل مرة دون نتيجة، الأمر الذي دعاها إلى الاستنجاد بوزير السكن ولاسيما بعد توجيه مدير التسيير العقاري في الوزارة، طواهرية الملياني عبد الباقي، لمراسلة إلى مدير عام ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء في 18 جانفي الفارط، يطلع فيها المعني بأنه تم استقبال المشتكية ويطلب النظر في إمكانية استقبال المعنية بالأمر ''من أجل إيقاف تنفيذ حكم الطرد وإنهاء هذا النزاع بصيغة ودية، خاصة أنها مستعدة لدفع ما تبقى من ثمن السكن عن المبلغ المدفوع من طرف زوجها''.
وبهذا الخصوص، أفادت السيدة مصباح بأن زوجها المتوفى، سبق له تسديد أقساط من الثمن الكلي لذات المسكن، لم تحتسب من قبل الديوان بسبب خطأ في الإجراءات ولو تم احتساب هذه الأقساط لكان المبلغ المتبقي لا يتجاوز حدود 15 مليون سنتيم، ورغم  ذلك فإن المعنية لم تعترض على تسديد القيمة التي حددها الديوان. وفي المقابل أكد السيد طواهرية، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، فحوى المراسلة المشار إليها قائلا: ''لقد أعطيت تعليمات لاستقبال السيدة مصباح وطلبت موافاتي بتوضيحات حول هذا الموضوع، لم تصلني لحد الساعة''.