الجزائر

"ورشة الإبداع للأفلام الوثائقية bejaia doc" في ضيافة "فضاء بلاصتي".. سبعة أفلام وثائقية تحفر في عمق المجتمع الجزائري




تحول "فضاء بلاصتي"، مساء أول أمس، إلى قاعة عرض احتضنت سبعة أفلام وثائقية متنوعة، مختارة من أفضل ما أنجبت "ورشة الإبداع للأفلام الوثائقية bejaia doc" في دفعتها الخامسة. سبعة أفلام أنجزها مجموعة من الشباب ليسلط كل منهم عدسة كاميرته على موضوع يمسه في المجتمع الجزائري.كان مساء أول أمس، حافلا بعروض الأفلام الوثائقية السينمائية، حيث تنافس المخرجون الشباب الذين تكونوا في "ورشة الإبداع للأفلام الوثائقية bejaia doc" على نيل إعجاب جمهور فضاء بلاصتي، سبعة عروض امتدت من 20 دقيقة إلى نصف ساعة من الزمن، تناول كل منها جانبا من المجتمع الجزائري في دراسة معمقة كانت الكاميرا فيها المرآة التي تعكس نظرته لما يحدث حوله.الفيلم الأول الذي دام 20 دقيقة حمل عنوان "غدا يوم جديد" أخرجه كل من "نبيل بوبكر" و«أمال بليدي"، تحدث خلاله المخرجان عن قراراتهما في الحياة ومدى تأثيرها عليهما سلبا أو إيجابا، ليتساءلا عن مستقبل ابنهما الصغير والطريقة المثلى التي يجب تتبعها لتربيته وانشائه في المجتمع الذي يعيشان فيه.. وقد تم تصوير الفيلم الوثائقي في مناطق متنوعة مثل العاصمة، منطقة سيدي قادة بمعسكر وملبو ببجاية. أما الفيلم الثاني "حبيت نقولك"، فدام 20 دقيقة وصور في العاصمة، حاولت خلاله "فاطمة دريدي" تصوير نظرة المرأة الجزائرية لمجتمعها، طريقة عيشها والمشاكل التي تواجهها فيه، وقد ناقشت المخرجة هذا الموضوع عبر بطلتي فيلمها "نصيرة" الفتاة المرهفة، التي تشبه شخصية الأميرة الصغيرة، و«رشا" الفتاة المغامرة ذات الشخصية القوية.«كوشة الجار" لصاحبه "أمين بوكرع"، كان العرض الثالث في سلسلة الأفلام الوثائقية المقدمة أول أمس، صورت أحداثه في منطقة نائية بوهران، حيث تغلغلت الكاميرا داخل البنية الاجتماعية لهذه المنطقة لتعكس بساطة عيش سكانها وقناعتهم الكبيرة التي أدهشت المشاهدين بفضاء بلاصتي. رغم أن العرض لم يدم سوى 28 دقيقة، إلا أنه كان مؤثرا بشخصياته المتنوعة، طريقة عيشهم وبساطة أحلامهم. أما العرض الرابع "حاضر دائما" فكان مختلفا عن غيره، إذ اختار "نسيم آيت احمد" أن يسلط أضواء الكاميرا على عائلته، أقاربه، جيرانه وأصدقائه، ليتحدثوا عن ذكرى والده الذي ترك انطباعا معينا لدى كل واحد من المتحدثين. فزوجته تراه رجلا كاملا، أصدقاؤه وصفوه بالمقاوم والصديق الوفي بينما يجده أبناؤه والدا غريبا محبا وصارما. وخلال فيلمها "اليتيم"، سلطت "أسماء قرقور" عدستها على موضوع الأبناء المتبنين عبر شخصيتين، تحدث كل منهما عن كيفية معرفته لحقيقة أصله، معاناته في المجتمع والمشاكل التي يواجهها فيه.. وحاولت المخرجة تقريب الشخصيتين من المشاهدين، حيث نقلنا بطلا الفيلم إلى عنابة، أقبو، العاصمة وقسنطينة لرؤية المناطق التي تركت انطباعا خاصا لديهما أو ترتبط بذكرى من ماضيهما.أما بالنسبة للفيلم الوثائقي "menthol" للمخرجة "فارسي عائشة"، فقد اتسم بالجرأة والحماسة، تطرقت فيه لموضوع المرضى العقليين، طريقة عيشهم وكيفية معاملة الآخرين لهم. خلال فيلمها، الذي صور بين العاصمة والقليعة، حاولت صاحبة الوثائقي تسليط الضوء على هذه الفئة من المجتمع، عبر شخصياتها الثلاث (امرأة ورجلان)، يحكي كل منهم قصته، يشتكي من معاملة الناس له، ليؤكد لاحقا أنه لا يهتم وله طريقته الخاصة في التمتع بالحياة... 23 دقيقة حاولت خلالها "فارسي عائشة" إقناع المشاهدين أن شخصياتها هم بشر كغيرهم وعلى المجتمع تغيير طريقة معاملتهم لهم.سلسلة العروض اختتمها "رزيق بن هلال" بفيلمه الوثائقي "السجن الكبير"، 26 دقيقة نقل خلالها المخرج مخاوف ثلاث شباب، حيث يتحدث أبطال الوثائقي بسخرية لاذعة عن حياتهم الاجتماعية المتدهورة، متسائلين عن وعود عروض العمل التي لم تبصر النور بعد، وعن مشروع تشغيل الشباب الذي تجاهل طلباتهم المتكررة ليشاركوا الكاميرا تخوفهم من المستقبل الضبابي الذي ينتظرهم.متخرجو الدفعة الخامسة ل "ورشة الإبداع للأفلام الوثائقية bejaia doc" يتحدثون:"نبيل بوبكر" و"أمال بليدي" مخرجا فيلم "غدا يوم جديد":"تجربة الفيلم الوثائقي كانت ممتعة، أردنا عبر عملنا أن نعبر عن أفكارنا، ونتحدث عن تجاربنا في الحياة، ونصور هواجسنا حول مستقبل الجيل الجديد، والطريقة المناسبة لتنشئته وتربيته. طلب منا صناعة أفلام وثائقية تمسنا وكان العمل صعبا ومؤلما، حيث وجدنا أنفسنا كمن يقطع في لحمه"."فاطمة دريدي" مخرجة الوثائقي "حبيت نقولك":"الورشة دامت سنة كاملة، ساعدنا فيها الأساتذة على التعبير عن أفكارنا وتجسيدها على الواقع، بطلتا فيلمي "نصيرة" و"رشا" هما صديقتاي، وأردت عبر شخصيتيهما المختلفتين نقل تجربة المرأة الجزائرية في مجتمعها، وأهم العقبات والمشاكل التي تواجهها يوميا."فارسي عائشة" مخرجة الفيلم الوثائقي menthol"":"تعلمت خلال الورشة كيف أحمل الكاميرا وأستخدمها كمرآة تعكس صورة المجتمع، أردت أن أستخدم هذا السلاح للتعبير عن فئة محددة، ومن أهم المشاكل التي واجهتها خلال صنعي لفيلمي هي الاختيار، حيث أنه يصعب الاختيار بين بعض الشخصيات والتخمين أيها يناسب الوثائقي أكثر من الآخر.. ولكن أعتقد أني وفقت في عملي إلى حد ما"."رزيق بن هلال" صاحب الفيلم الوثائقي "السجن الكبير":"ورشة الإبداع للأفلام الوثائقية bejaia doc" علمتنا كيف نستخدم الكاميرا لنعكس واقعا في مجتمعنا، التغلغل في هذه المواضيع هو أساسا رحلة بحث في أنفسنا ومناقشة مواضيع تخصنا، أردت أن أنقل هموم الشباب عبر عدستي لتكون مرآة تعكس الواقع المر الذي يعيشونه ويتأقلمون معه بالسخرية".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)