الجزائر

وردة والثورة.. هذا الحلف الجميل



سمعت خبر وفاة المغفور لها بإذن الله وردة الجزائرية يوم الخميس أثناء حضوري أنا وثلة من الفنانين والشخصيات الثقافية حفل تكريم الفنان الكبير عبد الرحمن عزيز، الذي أقامته مديرية الثقافة لولاية البليدة بالتنسيق مع النقابة الوطنية للفنانين و بإشراف من السيد والي الولاية ... كان وقع الخبر صادما ومفاجئا، خاصة وأن الأخبار التي ترد من محيط وردة ومن عائلتها كانت دائما مطمئنة عن حالتها الصحية ولكن لله ما أعطى وله ما أخذ وعزاؤنا أن وردتنا لن تذبل أبدا مادامت قلوبنا جميعا تنبض بحب الجزائر وتتغنى به ..

مذ استأنست في نفسي المقدرة على كتابة الشعر الغنائي وأنا أحلم بالتعامل مع قامة فنية سامقة باسقة مثل وردة، لكن لم يتسن لي ذلك إلا سنة 2009 حين طلب مني السيد الأخضر بن تركي، المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، أن أرسل إليه كلمات أغنية من أجل أن تؤديها الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية. بقدر ما كانت فرحتي غامرة بقدر ما أحسست بنوع من الارتباك والتخوف وكأنني في بداية مشواري الفني والأدبي ... وهكذا أدت لي أنشودة وطنية عنوانها "..وتبقى الجزائر " وكان ذلك ليلة الفاتح من نوفمبر من نفس السنة بقاعة الأطلس في أول حفل ضخم بعد إعادة ترميمها ...

وبفقدان وردة الجزائرية تكون الساحة الفنية العربية قد فقدت واحدة من الشخصيات التي استطاعت أن تجمع الوجدان العربي وأن تبعث الفرح والأمل في الأنفس اليائسة البائسة وتعبر عن أدق وأجمل الأحاسيس الموجودة لدينا ... إنها خسارة كبيرة بالمعنى الوفي للكلمة ..

لم ألتق وردة الجزائرية إلا مرتين اثنتين؛ الأولى كانت في نوفمبر 1984 في مدينة بجاية بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الثلاثين لاندلاع ثورتنا المجيدة، التي أشرف عليها الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، والثانية بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لذات الثورة العظيمة ... وردة والثورة الجزائرية حلف مبارك فقد أدت أروع الأغاني أثناءها ولعل أجملها وأخلدها كانت نداء الضمير من كلمات الشاعر الجزائري الكبير الدكتور صالح خرفي وألحان الموسيقار الكبير رياض السنباطي، أما بعد سنة 1972 فنادرا ما تقام مناسبة وطنية كبرى وخاصة في عيدي الثورة والاستقلال من دون الحضور القوي لوردة الجزائرية ... بقي أن نقول أن وردة أصرت أن تبقى صفة الجزائرية لاصقة باسمها بعد أن حاول بعض الإخوة المشارقة حذفها لأسباب واهية ... فرحم الله وردتنا وأسكنها فسيح جناته.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)