الجزائر

وداعاً يا مريمُ


وداعاً يا مريمُ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيتها النفسُ المُطمئنّةُ ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيةً، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي...).
............الخَطْبُ جَلَلْ، والرّزْءُ عظيمْ، والكارثةُ مُؤلمة
ماذا عسانا نقول عن فقيدتنا العزيزة؟
ماذا عسنا نقول عن المرأة الحديدية التي أنجبتها الجلفة؟
أيتها الراحلةُ الكريمةْ، يا ابنةَ أسياد القوم..أبناء نائل العظيمْ..يا معلمةَ الأجيالْ ومربيةَ الأطفالْ ..يا مُلهمةَ النساء والرجالْ..يا سيدةَ المواقف والنضالْ...
عرفناك مُحبةً للوطنْ..كارهةً للفتنْ..رافضةً للمحنْ..واقفةً ضد الإحنْ...
يا ابنةَ الجلفة المُدللةْ..ها أنت تُغادرينَناَ في الساعة المُقررةْ..لأنّ اللهَ قد كتبْ..على العجم والعربْ..و مَنْ خلق في السماوات وعلى أرضه دبْ..أن يعيش ويحي إلى أجلْ..ثم هو مسافر ومُرتحلْ..تاركا الأهلَ والمالَ والجاهَ والمَحَلْ...
يا رفيقتَنَا في التعليم والنضالْ..لقد التفّ حول نعْشك النساءُ والرجالْ..من حاضرتنا و شتّى المَحَالْ.. جاؤُوا ليشهدُوا لك بحسن السيرة ومَحمُود الخصالْ..يا مريمُ يا أمّ العيالْ.
كنت العصاميةَ بحقْ..فشقَقْت بتحديك مُختلف الطّرقْ..كأنك صَقْرٌ صعد الجبالَ بدُون تَسَلقْ..مَنهجُك في الحياة الحريةُ لا الرقْ..وسبيلُك إلى ذلك كلمةُ الحقْ..
يا مريم، إننا نُدركُ، أن مُصيبةَ القَبْر..لا يُتغلّبُ عنها إلا بالصّبرْ.."" إنما يوفىّ أجرَهم الصّابرون بغير حساب'' ..ونُدركُ أنّ الأجَلَ إذا جاءْ..لا يُجدي معه نفعًا الطبّ و الدواءْ..ونعلمُ أن سَكَرَات الموْت..تتوقّفُ عندها وسائلُ القُوتْ..ونؤمنُ بقضاء الله وقدَره..شره وخيره..آجله وعاجله..ظاهره وخفيّه..ولكنّ العينَ تدمعْ..والقلبَ يخشعْ..ولا نقولُ الا مَا يُرْضي اللهً يا فَقيدتُنَا "إنَا لله وإنَا إليه راجعونْ" ..
يا مريمْ، يا إحدى القممْ..شاء المولَى عزّ وجلْ..أن تكونَ نهايةُ عُمْركِ والأجَلْ..وأنتِ واقفةٌ شامخةٌ كالجبلْ..تُؤدينَ واجبَك نحو وطن المجاهدين والشهداءْ..بأنَفَةٍ وكبرياءْ.. وصدقٍ ومحبةٍ ووفاءْ..كما عهدناكِ يا إحْدى رائداتِ النساءْ...
إِيهٍ، يا مريمُ، كنتِ تنتظرينَ أن تُزًفِي إلى البرلمانْ..ولكِنْ شاءَ الواحدُ الأحدُ المنّانْ، أن تكونَ وِجهتُكِ جنةُ الرِضْوانْ..حيثُ الراحةُ والأمنُ والإطمئنانْ..وشتّانَ بين المكانيْنِ- يا فقيدتَناَ- شتانْ..
وداعاً يا مريمُ..وداعاً وداعاَ.... يا رفيقةَ دربنَا..
وداعاً يا زميلتنَا في النضالْ..وداعاً يا حسينَة الخِصالْ.. الوداعَ يا مريمْ الوداعْ..فنحن نحبكِ بالإجماعْ.... لأنكِ كنتِ ملْءَ الأبصارِ والأسماعْ.
الجلفة في :07/05/2012
النائب مصطفى بن عطاء الله


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)