الجزائر

«وداعا سي أحمد.. ستبقى حيا في قلوبنا»



اختلفت، أعمارهم، كما تعددت رتبهم المهنية والاجتماعية، ولكنهم اشتركوا في حب الرئيس الرمز، أحمد بن بلة، الذي وافته المنية عشية الأربعاء الماضي، بمقر سكناه بحيدرة بالعاصمة، ورغم كل ما قيل ويقال عن هذا الرجل، بقي في قلوب الجزائريين «ملك» بأخلاقه العالية، ومواقفه الرجولية، كيف لا وهو من رفض ترك الجزائر في أصعب المحن، وظل رابضا بالأرض التي حررها من براثن الاستعمار ذات يوم، رفقه رفقائه في الكفاح، رغم ما ألم به من محن وصعاب.

تأثر، الجزائريون، لموت الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، وقد بدا ذلك في حديثهم اليومي، الذي لم ينقطع عنه، بمجرد سماعهم خبر موته عبر وسائل الإعلام الوطنية، أو عن طريق صديق، أو رفيق، وكلما مررت بشارع، أو مقهى، أو موقف حافلات إلا وسمعت كلمة «ربي يرحموا» وسيلا من الكلام الطيب، عن سيرته، ومواقفه المشرفة، لاسيما تلك المرتبطة بالدفاع عن حقوق المضطهدين، والضعفاء في العالم، كما أن الكثير منهم استقل أول حافلة قاصدا قصر الشعب بالعاصمة، حتى لا يفوّت فرصة توديع الرئيس «الرمز» قبل أن يوارى الثرى.
واتفق، كل من سألناهم عن الرئيس الراحل أحمد بن بلة، على أن اسم هذا الأخير اقترن، بالاستقلال، لذا لا يمكن نسيانه، حتى أن البعض ممن عايشوا فرحة النصر سنة ١٩٦٢، لازالوا يتداولون أنه هو من أتى لنا بالاستقلال، رغم أنه كان جزء من بين الكل، الذي ساهم في طرد المحتل، وفيهم من ذهب إلى وصفه بـ «الرئيس الرمز» مثلما صرحت لنا به المحامية المتقاعدة (رشيدة.ب)، التي أكدت أن الراحل بن بلة، يبقى مهما قيل عنه، رجل الجزائر الأول، وصاحب المبادئ الثابتة، والمواقف المشرفة.
وهنا تتذكر، أن بعض مواقف الراحل، أزعجت والدها عندما كان في الحياة، سيما تلك المتعلقة بتحرر المرأة، غير أن ذلك لم يمنعها، من أن تبقى تكن له كل الاحترام والتقدير، خاصة بعد أن اطلعت أكثر عن ظروف سجنه، والتعذيب الذي تلقاه على يد مستدمر، لم يرحم حتى والدته المسنة.
أما السيدة ياسمينة، إلتقيناها في حافلة نقل متوجهة من مدينة دلس إلى العاصمة، فلم تتوقف عن الدعاء للّه سبحانه وتعالى، بأن يتغمد روح الفقيد برحمته الواسعة، خاصة عندما اقتربت الحافلة من مقبرة العاليا بباب الزوار، حيث كانت تجري التحضيرات لاستكمال مراسيم الدفن، وهنا صارحتنا أنها ترى في الراحل، الرجل العظيم الذي يستحق كل خير، عند ذكره، فيكفي أنه صبر على كل البلاء سنوات الاستعمار، وبعدها، من أجل فقط أن يرى الجزائر آمنة، ومستقرة.
وتتذكر السيدة (حورية.د) ماكثة بالبيت، كيف كان الراحل أغنية على لسان كل فتاة وصبية وامرأة ورجل سنوات الاستقلال، فنضاله الطويل أمام مستعمر جائر، واستماتته في الدفاع عن وطنه، جعله أنشودة رددها الكثيرون عند خروجه من السجن بفرنسا وعودته إلى الجزائر، بقيت كلمات البعض منها عالقة في ذهنها، ورددتها لنا عندما طلبنا منها ذلك، «بن بلة يا سبع ..يا اللي جبت الجزاير بالطبع».
وتساءل عز الدين وخالد طالبين جامعيين، عن أسباب تغييب المسيرة النضالية لهذه الشخصية البارزة، سواء في البرامج التعليمية، أو على مستوى وسائل الإعلام واقتصار الحديث عنه وقت المناسبات، في وقت قدم هو الكثير للجزائر سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
أما كمال، صاحب ٢٧ عاما، فقال لنا أنه يكفيه أن بن بلة كان رئيس والده وجده، ومنهما تعلم كيف يحترمه، قبل أن يضيف أن بن بلة، عاش عزيزا وسيبقى عزيزا في قلوبنا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)