الجزائر

وجوه من برلمان 2012



 يقول العارفون بما يجري في بيت حركة مجتمع السلم، أو إخوان الجزائر كما يعرفون، إن العدو الحقيقي للشيخ أبوجرة سلطاني في الانتخابات المقبلة، ليس حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده أحمد أويحيى ولا حزب جبهة التحرير الوطني التي يتزعمها عبد العزيز بلخادم، وإنما جبهة التغيير الوطني قيد التأسيس التي يرأسها ''أخوه'' سابقا عبد المجيد مناصرة.
وهناك الكثير من التفسيرات لخروج حركة أبوجرة من تحالف الرئيس بوتفليقة، من بينها تفسير يقول بأن الشيخ أبوجرة انزعج من قرار اتخذ لدى ''أصحاب الحل والربط'' يقضي بمنح غريمه عبد المجيد مناصرة الاعتماد لتأسيس ''حركة مجتمع سلم'' أخرى تحت تسمية جديدة. وهناك من يقول أيضا إن الشيخ أبوجرة كان صابرا على ''بلاء'' الاصطفاف تحت جناح التحالف الرئاسي، مقابل ''غلق اللعب'' على غريمه عبد المجيد مناصرة.. لكن رياح الربيع العربي هبت على الجميع وغيرت معها قواعد اللعبة التي يحسنها النظام الجزائري.
هنا، يصبح من السهل فهم دوافع خروج حركة حمس من التحالف الرئاسي، وإعلان العودة المتأخرة إلى المعارضة في هذا الظرف بالذات، الذي يتميز بقرب ظهور خارطة سياسية جديدة يتم التحضير لها بعناية، أبطالها رجال سابقون في النظام ورجال من ''أصدقاء'' النظام، ولكن بأقنعة سياسية مختلفة.
فمن يكون عبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير الوطني (قيد التأسيس) إن لم يكن عضو رئيس المجلس الوطني الانتقالي (1997/1994) ووزير الصناعة وإعادة الهيكلة الأسبق، ومن يكون محمد السعيد رئيس حزب الحرية والعدالة (قيد التأسيس)، إن لم يكن دبلوماسيا برتبة سفير الجزائر في البحرين. ومن يكون الشيخ عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية (قيد التأسيس) إن لم يكن الرجل الذي قبله رئيس أركان الجيش السابق الجنرال محمد العماري، رئيسا للجمهورية لو فاز بالانتخابات، في حوار مع مجلة ''لوبوان''الفرنسية في مارس .2004 ومن يكون عمارة بن يونس رئيس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والجمهورية، إن لم يكن وزير الأشغال العمومية السابق، و''الصديق الحميم'' سابقا، للدكتور سعيد سعدي ''عدو'' نظام الرئيس بوتفليقة.
ألا يبدو مضحكا في الإطار انتظار مفاجآت أو معجزات في الانتخابات البرلمانية المقررة في ماي المقبل، عندما نفتح ملفات ''رؤوس'' العملية الانتخابية القادمة؟


belramddz@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)