الجزائر

وجوه في الضوء



وجوه في الضوء
يمينة مشاكرة من الأسماء الجزائرية التي تركت بصمتها في الأدب ومن خلال هذه الوقفة أردنا أن نرجع الاعتبار لها حتى و لو عن طريق بعض الحروف التي ستنشر في هذا الملحق ، فهي من مواليد عام 1949 بمسكيانة، شمال الأوراس، تعد إحدى أهم الأقلام التي أسست لحساسية روائية جديدة في الجزائر؛ حيث وقعت أولى رواياتها الموسومة المغارة المتفجرة العام 1973 حملت توطئة بقلم كاتب ياسين الذي نعت الروائية بعبارة امرأة تزن بارودا ، والتي اقتباسها مسرحيا، قبل سنتين، المسرحي احمد بن عيسى، إضافة إلى رواية أريس ، الصادرة عام 1997.ولعل انشغالها المهني قد شغلها عن الأدب الروائي الذي كانت إضافتها فيه عبر رواية “المغارة المتفجرة” إضافة نوعية للرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية، وهي وإن لم تكتب سوى روايتين عبر ثلاثين سنة ( المغارة المتفجرة 1979، أريس 2000 )، إلا أن اسمها سيذكر بكل تأكيد، كلما تم الحديث عن الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية بعد الاستقلال، كما سيذكر أنصار الفيمينيزم والمدافعين عن قضايا المرأة روايتها الأولى كواحدة من النصوص الأدبية الفذة التي صورت نضال المرأة الجزائرية وتضحياتها خلال الثورة التحريرية.إن “يمينة مشاكرة” فعلا كما وصفها “كاتب ياسين” الذي تأثرت به كثيراً، هي امرأة تزن باروداً، هي مبدعة في بلاد لا تذكر المبدعين، حين يغيبون عن الأضواء، إلا عندما يرحلون مثقلين بالحزن والوحدة، وبالضياع كحال “مشاكرة” العام الماضي والتي ماتت وحيدة حتى دون أن يكون لها منزل.رحلت وهي تحمل هموماً كبيرة فقلد خلف رحيلها خسارة كبيرة كان بإمكاننا أن نفتخر بها وهي تكبر وتصبح في مقدمة كتابنا الذين يمثلون الجزائر في المنابر العالمية .وكانت الروائية يمينة مشاكرة، في كل مرة تجد نفسها مهدّدة بالتشرّد في الشارع، بعد مسيرة دامت قرابة الأربعين سنة كاملة، في خدمة الكتابة الأدبية بالجزائر.
يمينة مشاركة كرّست جلّ حياتها في خدمة الكتابة الأدبية والعمل في قطاع العلاج النفساني عبر عديد المؤسسات الاستشفائية بالجزائر إلى أن استقر بها الحال لممارسة نشاطها الطبي بمستشفى حسين دريد للأمراض العصبية بالجزائر العاصمة، لتجد نفسها دون منزل يأويها . يمينة مشاكرة، رحلت بعد صراعها الكبير مع المرض، لتبق كلماتها:
أتذكر سماوات وطني.
أقول لابني، سماء الدزاير الغائمة، شمسها الواقفة على القصبة، عاصمتها.
أقول لابني،السماء النظيفة والشاسعة، تمشّط شمسا بعيدة تتسلل في شوارع قسنطينة، السرية.
أقول لابني، السماء المظلمة والساحرة، تلفظ شمسا صفراء ومنسابة معلقة بالحجارة الاوراسية، التي لا تزال مغطاة بالثلج.
أقول لابني، السماء الأفقية والعائمة، تبرّد شمسا حمراء وذكورية، خوفا من أن تحرق تلمسان الأندلسية.





سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)