مع قرب فصل الصيف، يُشمِّر النّاس على سواعدهم لاستغلال أوقات الفراغ في المخيمات على الشواطئ داخل وخارج الوطن، حيث صار الكثير من النّاس ينظر إليه على أنّه فصل الاسترخاء والتّوسّع في الملذّات والشّهوات وكشف العورات من كلا الجنسين، فتراهم ينفقون الأموال الطائلة في الرحلات والأسفار والألعاب، ومنهم مَن يدخّر المال ويقتّر على نفسه وعلى عياله العام كلّه، من أجل إسرافه في فصل الصيف.
اعلم أخي المسلم أنّك مسؤول أمام الله عزّ وجلّ عن أموالك من أين كسبتها؟ وأين أنفقتها؟ فحاسب نفسك قبل أن تُحاسَب، وتذكّر قول الله عزّ وجلّ: {إِنَّ المبذّرين كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} الإسراء:.27
فباسم الترويح على النّفس، يذهب العديد إلى الأماكن الّتي يجاهر فيها بمعصية الله تعالى، كالشواطئ الّتي تُكشف فيها العورات (نساء ورجالاً) وتُنتهك فيها الحرمات، والأماكن الّتي تُشرب فيها الخمور و...، والله عزّ وجلّ ينهانا عن شهود أماكن الباطل، قال تعالى: {والَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} الفرقان:.72
كما أنّ العديد من النّاس يفضّلون قضاء عطلهم في الخارج، والأدهى أنّ العديد من الشباب يفضّلون الشواطئ في الخارج لِمَا تمتاز به من الجهر بمعصية الله، كالسباحة شبه عراة أو حتّى عراة في بعض الأماكن،..
ألاَ فليعلم المسلم أنّ كشف العورة معصية معلنة ودعوة إلى الزنا، واعتداء على النّاس، وقلّة حياء وسوء أدب، وضعف في الدِّين.. وليعلم أن كشف العورة سبب للحرمان من الجنّة، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''... ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا'' رواه مسلم.. وليعلم أيضًا أنّ التّعري سبب للعنة، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''سيكون في آخر أمّتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرحال... نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف ألعنوهن فإنّهن ملعونات'' رواه أحمد وصحّحه ابن حبان. فالتّعري رمز الدياثة وذهاب الغيرة، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''ثلاث لا يدخلون الجنّة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق والديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث'' رواه أحمد.
وأوصي الشباب بالحرص على ستر العورة، وعدم التساهل مع الصغار في سترها، لتعويدهم على الحياء والعفاف وستر العورة، وتجنّب الشواطئ الّتي تُكشف فيها العورات، وتقسيم الوقت بين اللعب والترويح عن النفس وإقامة الفرائض من صلاة وغيرها، وترك اللعب بالنرد لقول النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن لعب النردشير فكأنّما غمس يده في لحم الخنزير ودمه'' رواه مسلم، وتجنب القمار وغيرها من الأخلاق السيّئة.
كما أُذكِّر إخواني بتجنّب التبذير والإسراف مصداقًا لقوله تعالى: {وَكُلُوا واشربوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المسرفين} الأعراف:31، فاقتصد في الطعام والشراب واستعمل مالك فيما ينفعك في دنياك وآخرتك. دون أن ننسى المحافظة على نظافة المكان والشواطئ، لأنّ الحفاظ على نظافة المكان من علامة الإيمان، وقد قال النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: ''لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه'' متفق عليه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/06/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: عبد الحكيم فماز
المصدر : www.elkhabar.com