الجزائر

وجهت نداء للحكومات العضوة في الاتحاد من أجل المتوسط من بينها الجزائر الخارجية الفرنسية تدعو لإنقاذ مشروع ساركوزي



 دعت الخارجية الفرنسية، أمس، كافة الحكومات والشعوب المنضوية في الاتحاد من أجل المتوسط، ومن بينهم الجزائر، إلى ضرورة إعطاء دفع جديد لهذا الاتحاد. وقالت الخارجية ردا على استقالة الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، بأن هذا الاتحاد مرتبط بمستقبل هذه المنطقة.
قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية، أمس، إن بلاده مقتنعة أكثـر من أي وقت بوجود إرادة قوية من أجل رفع التحديات والإشكالات بغرض بناء ''البيت المشترك بين ضفتي المتوسط''. وأشار برنار فاليرو في ندوته الصحفية اليومية، بأنه ''تم تحقيق الكثـير من التقدم في المجالات التي اعتبرت ذات أولوية من قبل رؤساء الدول والحكومات في قمة التأسيس بباريس شهر جويلية .''2008 وذكر فاليرو في هذا الصدد قضية إزالة التلوث من المتوسط، الطريق السريع البحري والطريق السيار للنقل البري، التكوين في مجال الحماية المدنية، وكذا الطاقات البديلة والتعليم العالي والجامعة الأورو متوسطية. وحسب الناطق باسم الكيدورسي، فإن هذه المشاريع بإمكانها ''خلق مجال للسلم والتضامن حول البحر الأبيض المتوسط''. ويأتي دفاع الخارجية الفرنسية عن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي بادر به الرئيس نيكولا ساركوزي غداة وصوله إلى سدة الحكم في قصر الإليزي، بعدما أعلنت العديد من الدول، وفي مقدمتها إيطاليا، عن ''فشل'' هذا المشروع الذي وصف بأنه ''ولد ميتا''، لكونه لم يعرف الانطلاقة ودخل حالة الجمود منذ الإعلان عنه.
وإذا كان العدوان الإسرائيلي على غزة كان من بين الأسباب المباشرة التي أوقفت مسيرته وكانت وراء تأجيل قمته الثـانية عدة مرات، فإن التقدم الوحيد الذي سجل في هذا الاتحاد المتوسطي هو تشكيل أمانة عامة برئاسة الأردني أحمد مصدح الذي لم يمكث في منصبه سوى أقل من سنة، حيث رمى المنشفة وقدم استقالته أول أمس، بسبب أن ''الظروف التي قبل فيها هذا المنصب تغيرت''، كما قال.
وإن كانت هذه الاستقالة تعد ضربة موجعة لمشروع ساركوزي، فإنها تكشف عن صدق حدس الموقف الجزائري المتحفظ منذ البداية باتجاه هذا المشروع، بالنظر لعدم توفره على مقومات النجاح، وفي مقدمتها مصادر تمويل المشاريع الاقتصادية المقترحة في قمته التأسيسية. وتكون هذه الهواجس وراء الدعوة التي وجهتها الخارجية الفرنسية، أمس، إلى حكومات وشعوب الاتحاد من أجل المتوسط، قصد إعطاء دفع جديد لهذا المشروع الذي اعتبرت بأنه يمثـل ''مستقبل المنطقة المتوسطية''. فهل تجد هذه الدعوة آذانا صاغية لدى الدول الشمالية والجنوبية للمتوسط، بعد الانكسارات المتتالية و''اللعنة'' التي تطارد مشروع ساركوزي منذ ولادته الأولى؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)