الجزائر

وباء الكوليرا و البوحمرون.. «بسيكوز» أرق المواطنين



دخل قطاع الصحة سنة 2018 في عدة معارك مع الأمراض المعدية والخطيرة خاصة بعد انتشار وباء الكوليرا عبر العديد من ولايات الوطن وداء بوحمرون الذي تسبب في وفاة عدد من الأطفال، ما خلف حالة من الرعب لدى المواطنين وحتى المسؤولين الذين سارعوا إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمكافحة الأمراض والأوبئة التي اجتاحت الجزائر.أحدث عودة وباء الكوليرا في الجزائر بعد 20 سنة ضجة كبيرة وسط المجتمع الجزائري محدثا هلعا وخوفا بالنسبة للمواطنين حول إمكانية إصابتهم بعدوى المرض الخطير المعروف بوباء الفقراء، باعتباره ينتشر عبر المياه وينتقل بسرعة، إذ تعيش بكتيريا الكوليرا في بيئة الأنهار المالحة والمياه الساحلية، ومن ثم يمكن أن ينتشر المرض في المناطق التي لا تعالج فيها مياه المجاري وإمدادات مياه الشرب معالجة صحية مناسبة.
وأمام الوضع الخطير الذي عاشته العديد من ولايات الوطن، بعد تسجيل 59 حالة إصابة بالكوليرا ووفاة شخصين، ويتعلق الأمر بالجزائر العاصمة، البليدة، تيبازة والبويرة، أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات حالة الطوارئ، حيث باشرت في إجراء التحقيقات لمعرفة مصدر الوباء، إلى أن تمكنت بفضل الجهود المبذولة من تحديد الأسباب الحقيقية وراء انتشاره، وبالتالي الحد من انتقال عدوى الوباء من مكان إلى آخر في مدة قصيرة.
تدابير وقائية للسيطرة على 3699 حالة
واستمرت الأمراض المعدية في اجتياح مدن الجزائر، فبعد انتشار داء بوحمرون في أوائل 2018 مخلفا عددا من الوفيات لدى الأطفال خاصة في الجنوب الجزائري، عاد مجددا في الأسابيع الماضية ليمس عددا من الأطفال، بالرغم من إطلاق حملات للتلقيح ضد البوحمرون في الولايات المتضررة لاسيما ولاية الوادي التي سجل فيها أكبر عدد من الإصابات، بالإضافة إلى التبليغ الفوري عن كل الحالات في المدارس والتكفل الطبي.
وعملت الحكومة على اتخاذ التدابير الضرورية للسيطرة على حالات الإصابة بالبوحمرون الذي طرق أبواب الجزائر مجددا بعد انتشاره في مارس الماضي، أين خلف 3699 إصابة، حيث أعلنت السلطات المعنية حالة استنفار قصوى لمصالحها عبر الوطن قصد التجند لتفادي تفشي الداء.
وفاة أستاذة بلسعة عقرب تثير ضجة إعلامية
من جهة أخرى أثارت قضية وفاة الدكتورة الجامعية عائشة عويسات بلسعة عقرب في ولاية ورقلة، جدلا كبيرا بسبب تصريحات وزير الصحة التي لم تفهم والذي أراد من خلالها القول أنه لكي نكون فاعلين في مجال الوقاية لا بد للخبراء والمختصين أن يدرسوا سلوك العقرب لحماية المواطنين من هذا المشكل.
وتحصي الجزائر ما بين 40 إلى 50 ألف لسعة عقرب منتشرة في بعض الولايات المهددة كورقلة وبسكرة وأدرار، وبعض المناطق الجنوبية، كما تتسبب في وفاة ما يقارب 50 شخص في السنة وهو ما جعل وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات يعلن عن إستراتيجية وطنية لتقوية المتابعة الوبائية وتعزيز حملات التوعية والتحسيس بمخاطر الإصابة بلسعات العقارب خاصة وأن الكثير من سكان هذه المناطق يجهلون طرق الوقاية.
واستفاد في 2018 أكثر من 510 مستخدم في السلك الطبي من تكوين خاص بكيفية التكفل بالمصابين بلسعات العقارب والدورة التكوينية مستمرة حتى تمس 14 ولاية، مع الإعلان عن نظام جديد للتصريح بالحالات المسجلة ومكان انتشار العقارب، كما تم خلق شبكة تسيير الأمصال في ولاية ورقلة كمرحلة أولية، وكذا توفير الإمكانيات اللازمة على مستوى قاعات العلاج.
بعوض النمر يرعب المواطنين ويقلق المسؤولين
عاش سكان المناطق الساحلية والرطبة بالجزائر خوفا كبيرا بعد انتشار بعوض النمر في العديد من بلديات العاصمة كالقبة وحسين داي وخرايسية وشارع الشهداء وسيدي يحي، وكذا ولايات أخرى كتيزي وزو وجيجل ووهران، حيث أصيب العديد من المواطنين بلسعات البعوض، ولكن لحسن الحظ أنه لم يتم تسجيل أية حالات من الفيروسات الخطيرة التي يحملها البعوض النمر والتي يمكن أن تسبب في الوفاة.
وسارعت وزارة الصحة من خلال مصالحها المكلفة بالوقاية إلى تكثيف حملات التوعية والتحسيس بمخاطر هذه البعوضة وإمكانية نقلها ل 22 فيروس أكثرها خطورة فيروس زيكا وحمى النيل الغربي، حمى الضنك، حيث تم تقديم نصائح هامة للمواطنين عبر مختلف وسائل الإعلام بضرورة التبليغ في حال تم اكتشاف البعوضة في مكان ما خاصة وأن هذه الحشرة تنتشر بشكل سريع في الأماكن التي يتم تخزين المياه بها بشكل غير محكم.
وشددت مصالح الوقاية على مستوى وزارة الصحة على أهمية التخلص من النفايات المنزلية والمياه الراكدة بمختلف أنواعها للقضاء على أعشاشها وعدم ترك المياه داخل عبوات وبراميل دون تغطيتها، باعتبارها تتكاثر في حال وجود مياه عذبة مكشوفة وتنمو وتزداد داخل هذه المياه، وترتبط بوجود مياه وأشجار بجانب المنازل وخارجها.
وفي ظل ما شهدته سنة 2018 من انتشار لأمراض خطيرة تسببت في وفاة البعض وخلفت حالة كبيرة من الرعب لدى المواطنين وحتى المسؤولين، بات من اللازم أن تقوم السلطات المعنية ببذل مجهودات أكبر بغية تعزيز سبل الوقاية من مختلف الأوبئة والأمراض التي يمكن أن تفتك بالجزائر بصفة مفاجئة، وهو ما سيسمح بتفادي تكرار نفس السيناريو سنة 2019


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)