الجزائر

والدته توعدت بالإنتقام من المشتبه فيه بين التماس المؤبد والحكم بالبراءة..



مقتل محمد الأمين يبقى لغزا محيرا برأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة المسمى “ع.قدور”، 67 سنة، من جريمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد التي راح ضحيتها “ب.محمد الأمين”، 18 سنة، طالب ثانوي، قدم للعاصمة من ولاية تسمسيلت للعمل في عطلة الصيف كفلاح أجير.. قبل أن يلقى حتفه بطريقة بشعة في جريمة مازالت خيوطها غامضة، لاسيما أن المشتبه فيه الرئيسي لم يتوقف عن القول إنه بريء من دم الضحية.تعود تفاصيل القضية إلى تاريخ 21 جوان 2009 عندما تلقت عناصر الدرك الوطني بأولاد الشبل، في العاصمة، بلاغا من طرف خال الفتى الشاب يفيد بالعثور على جثة هذا الأخير وقد خُنق وكسرت رقبته كما تلقى عدة طعنات في كامل جسده، بوسط بستان تابع لمزرعة المشتبه فيه، مؤكدا أن ابن شقيقته كان يعمل معه كفلاح أجير وفي ليلة الجريمة كانا جالسين معا، قبل أن يتوجه الضحية إلى بئر ارتوازي بالمزرعة المجاورة قصد الوضوء لأداء صلاة العشاء، غير أنه لم يعد في حينها، ما دفع خاله للبحث عنه بمساعدة باقي العمال، ليظهر المشتبه فيه للبحث عن حارس مزرعته قبل أن يتركهم ويغادر إلى غرفة بالبستان الذي يملكه بعد أن اخبروه أنهم بصدد للبحث عن الشاب المفقود، مفترضا أن مصالح الدرك تكون قد ألقت القبض عليه لأنه كان  بدون وثائق. وبسماع شهادة حارس المزرعة التي وجد الشاب مقتولا في محيطها، قال إنه سمع ليلتها نباح الكلاب التي يملكها المدعو “ع.قدور” إلا أنها توقفت بعد أن أمرها شخص بذلك، وأن ذلك كان بين حدود الساعة الثامنة والنصف إلى غاية الساعة الثامنة وخمسين دقيقة، وهو نفس التوقيت الذي اختفى فيه الضحية عن الأنظار، حسب شهادة خاله. المتهم “قدور” قال لهيئة المحكمة إن توجيه الشكوك حوله جاءت نتيجة القيل والقال فقط، مؤكدا أنه لا يعرف الضحية ولا يوجد لديه أي سبب لقتله، ليواجهه المدعي العام حول آثار القلق التي كانت تبدو عليه يومها حسب الشهود وإقدامه على تناول جرعة كبيرة من مادة حامض الأسيد التي جعلته يقبع في المستشفى لمدة قاربت 20 يوما واستأصل فيها جزء كبيرا من أمعائه، وهو ما أرجعه رجال الضبطية القضائية إلى استيقاظ ضميره الذي راح يؤنبه على فعلته فقرر التخلص من نفسه، إلا أن ابن المتهم دافع عن أبيه قائلا إن الضغوط والإستداعاءت المتكررة من قبل رجال الدرك لأبيه هي التي جعلته يفقد التحكم في أعصابه. فيما توجه الأستاذ مرسلي في مرافعته دفاعا عن المتهم للشكر حس المسؤولية عند والد الضحية الذي قال للمحكمة إنه لا يتهم أحدا في مقتل ابنه في غياب أي شيء ملموس، وهو ما ركز عليه الدفاع الذي دحض أدلة النيابة العامة والتمس حكما بالبراءة بدل المؤبد الذي طالب به ممثل الحق العام.وما كاد القاضي يبرئ المتهم حتى أجهش هذا الأخير بالبكاء بعد أن كان قد استشهد بالله على براءته من التهمة الموجهة له، فيما راحت الأم المفجعة في ابنها تهدده وتصرخ بالإنتقام منه متهمة الجميع بالتستر عليه. وبتبرئة المشتبه فيه الأول في هذه القضية الغامضة، يبقى سر مقتل محمد الأمين مجهولا.. على أمل أن تكشف الأيام حقيقة ما حدث تلك الليلة.   العاقل زهية


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)