الجزائر - A la une

“واقعية حليلوزيتش هي التي جعلته يتجنب الحديث عن اللقب" عمر بطروني ل"الفجر":



“واقعية حليلوزيتش هي التي جعلته يتجنب الحديث عن اللقب
إن تسلح الخضر بالعزيمة فسيذهبون بعيدا - “مستوى البطولة المحلية الحالي لا يجعلنا نتحدث عن تدعيم كبير للمنتخب الأول"
“حليلوزيتش وحده المسؤول عن خياراته والأسماء التي يراها مناسبة للدفاع عن ألوان الخضر"
أكد اللاعب الدولي السابق ونجم مولودية الجزائر في السبعينات، عمر بطروني، أن الخضر قادرون على تحقيق مشاركة مشرفة خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، خاصة في ظل المعطيات الكثيرة التي تقف إلى جانب الخضر من خلال تواجد تشكيلة غنية بالأسماء القوية، ومدرب محنك يملك خبرة كبيرة.
اعتبر نجم المولودية في حديثه للفجر أمس، أن المدرب البوسني حاليلوزيتش قد نجح في ترك بصمة ايجابية على المنتخب الوطني الذي تحسن كثيرا فنيا وتكتيكيا خلال الفترة الأخيرة بفضل العمل الكبير الذي يقوم به الناخب الوطني. واعتبر بطروني أن المدرب حاليلوزيتش يذكره كثيرا بالمدرب السوفياتي السابق روغوف والذي أشرف على المنتخب الوطني بداية الثمانينيات، ونجح في بناء النواة الأساسية للمنتخب الوطني الذي شارك في مونديالي 82 و86، فيما يعتبره الجميع الفترة الزاهية للمنتخب الوطني الجزائري.
أهلا بك بطروني، الشارع الرياضي الجزائري يتساءل عن أسباب ابتعادك عن الساحة الكروية؟
أهلا بكم، نعم أنا بعيد نوعا ما عن الساحة كرويا، أنا من الأشخاص الذين قاموا بعملهم سابقا، والآن نحن بعيدون عن كرة القدم، أو بالأحرى مبعدون من طرف أشخاص لا يعترفون بما قدمه القدامى، وينبهرون فقط بالأسماء التي بنت تألقها في الخارج، أما الذين سخروا كل وقتهم وتألقوا في أرض الوطن، فلا يحظون بالاهتمام، والأمر لا ينطبق علي فقط، بل على الكثير من زملائي.
لكنك مستعد لخدمة الجيل الحالي من خلال خبرتك الطويلة في كرة القدم كلاعب ونجم سابق للمولودية والمنتخب الوطني؟
نعم أنا جاهز في أي وقت، ومستعد لتلبية أي مهمة، بالرغم من أنني قد تشبعت من كرة القدم التي أخذت القسط الأكبر من حياتي.
لنتحدث عن المنتخب الوطني، فمع اقتراب نهائيات كأس أمم إفريقيا، الجميع يبدأ في الحديث عن طموحات الخضر في هذا العرس القاري، والكثير يؤكد أنه قد حان الوقت لإضافة نجمة ثانية على قميص المنتخب الوطني وتكرار إنجاز 1990، هل ترى أن “كان” جنوب إفريقيا سيحقق حلم أنصار المنتخب بتحقيق اللقب القاري الثاني للجزائر؟
يا أخي الأحلام شيء، والواقع شيء آخر. الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق بجنوب إفريقيا، والجزائر لن تكون في مهمة سهلة من أجل خطف اللقب. على الجميع إدارك وجود منافسين آخرين يملكون جميع المقومات لانتزاع اللقب القاري، وبالتالي فإن الرهان سيكون صعبا وصعبا للغاية، واعتقد أن الخضر مطالبون بالتسلح بالعزيمة وتقديم أحسن مستوياتهم من أجل المنافسة على اللقب، لكنني بصراحة أرى أن المهمة جدا صعبة.
لكن الأنصار يرون أن الخضر قد وصلوا إلى مستوى يؤهلهم للمنافسة على اللقب الإفريقي. ألا تشاطرهم الرأي؟
الأنصار لا يرضون إلا بالألقاب، وهو أمر غير جديد، فحلم كل جزائري رؤية الكأس الإفريقية بألوان العلم الجزائري. لكن الأحلام شيء والواقع شيء آخر كما قلت.
الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش تحدث بطموحات أقل، ولم يتحدث إطلاقا عن إمكانية الفوز باللقب القاري، وقال بصريح العبارة إن تجاوز الدور الأول سيكون إنجازا في حد ذاته بالنظر إلى قوة المجموعة التي ستلعب فيها الجزائر. ألا ترى أن تصريحات المدرب الوطني انهزامية؟
لا.. المدرب الوطني تحدث بواقعية، ووفق المعطيات التي يملكها، هو لا يرغب في إعطاء وعود كاذبة للشعب الجزائري، وهو أدرى بقدرة فريقه.
لكن بعض الخبراء خاصة من المدربين المحليين يتوقعون فشل المدرب البوسني في أول بطولة له مع المنتخب، ويرون أن الخضر لم يتألقوا إطلاقا رفقة المدرب الأجنبي في أي بطولة قارية سابقة، بدليل أن إنجازات المنتخب الوطني كانت رفقة مدربين محليين، على غرار محي الدين خالف في 82، وسعدان في 86 و2010، وكذا كرمالي الذي قاد الجزائر للفوز بكأس إفريقيا 1990، بينم لم يسجل المدربون الأجانب سوى انتكاسات متتالية، ولم يحقق أي مدرب أجنبي إنجازا يذكر مع الخضر؟
هذا كلام خاطئ وتفكير غير سديد أن تحكم على فشل المدرب الأجنبي، فالتدريب ليس مرتبط بالجنسية، كما أنه لا يجب إغفال السبب الأبرز لتألق الجزائر في الثمانينات، حيث أن منتخب الثمانينات بماجر وبلومي وعصاد والبقية كان قد أعد من قبل، ووضع المدرب السوفياتي روغوف له اللبنة الأساسية، وقام بكل العمل من أجل إعداد تشكيلة جاهزة لخالف وسعدان فيما بعد وحتى لكرمالي بعدهما.
إذن فأنت ترى أن الفضل الكبير في تألق الخضر سابقا راجع إلى العمل الكبير للمدرب السوفياتي روغوف الذي أسندت له الإدارة الفنية؟
نعم هذا أكيد، تحقيق النتائج لا يأتي صدفة، فدون عمل قاعدي وطويل الأمد لا يمكن انتظار نتائج كبيرة. روغوف قام بعمل كبير رفقة الخضر وبنى منتخبا مكتملا استطاع التألق بعدها لسنوات عديدة.
وهل ترى أن حاليلوزيتش يقوم بنفس العمل الذي يقوم به روغوف؟
أرى أن وضعية حاليلوزيتش هي نفسها، وكأن التجربة تعاد مجددا، لدينا حاليا مدرب خبير، ويملك إمكانات تدريبية كبيرة، فضلا عن خبرته الطويلة كلاعب سبق له المشاركة في كؤوس عالم سابقة. حاليلوزبتش يقوم بعمل كبير حاليا، وقد نجح في بناء منتخب محترم متكون من العديد من الأسماء القوية، والخضر يسيرون حاليا في الاتجاه الصحيح، وصراحة حاليلوزيتش يذكرني بروغوف.
وهل ترى أن حاليلوزيتش قادر على جني ثمار العمل الذي قام به منذ أكثر من عام على توليه العارضة الفنية للخضر، وتحقيق مشاركة مشرفة في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة؟
نعم، أرى أن حاليلوزيتش قادر على قيادة الخضر للتألق في جنوب إفريقيا، كما قلت لك سابقا، الحديث عن اللقب أمر مستبعد، لكنني أرى أن حاليلوزيتش قادر على تحقيق مشاركة مشرفة رفقة المنتخب الوطني والرد على كل منتقديه.
لكن البعض يتشاءم من إمكانية تألق محتمل للخضر، ويتوقع حتى الإقصاء من الدور الأول في ظل المجموعة الصعبة التي يتواجد فيها المنتخب الوطني. ألا ترى بأن الإقصاء المبكر قد يكون ممكنا في ظل اللقاءات الصعبة التي تنتظر الخضر في المجموعة الرابعة؟
الإقصاء وارد، مثلما كل شيء وراد في كرة القدم، لكنني أرى أن المعطيات الراهنة تصب في صالح مشاركة إيجابية للخضر في الكان القادم. لدينا مدرب كبير، وتشكيلة قوية تضم لاعبين كبار أغلبهم يتألق في أقوى البطولات الأوروبية، وبالتالي فإن كل الظروف مواتية من أجل مشاركة إيجابية بجنوب إفريقيا.
وما هو رأيك بخصوص الأسماء التي سيعتمد عليها المدرب الوطني في الكان المقبل، وغياب العديد من الأسماء ذات التجربة كزياني وجبور، فضلا عن تواجد محتشم للاعبي البطولة الوطنية؟
بخصوص الأسماء، لا يوجد أي شخص أدرى بإمكانات لاعبي المنتخب من المدرب الوطني نفسه، وهو أدرى بالأحق باللعب، وبالتأكيد فإنه سيصطحب معه أفضل العناصر الممكنة التي يستطيع بها تحقيق مشاركة إيجابية، أرى أن القائمة التي اختارها حاليلوزيتش معقولة، وهي الأفضل.
وكيف تفسر تواصل الاعتماد الجارف على اللاعبين المحترفين، وتواصل تهميش اللاعب المحلي؟
لنكن واقعيين، هل ترى أن مستوى البطولة الوطنية حاليا يشفع لنا بالحديث عن ضرورة منح الفرصة للاعبيها، بطولتنا متواضعة للغاية، ومن الصعب إيجاد أسماء قادرة على تدعيم المنتخب الوطني، وهذا واقع لا مفر منه، لذلك نرى لجوء المدربين الوطنيين إلى أوروبا من أجل اختيار العناصر القادرة على حمل الألوان الوطنية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)