واقع منظومة البحث العربية

يتجه الاقتصاد الحديث إلى الاعتماد أكثر فأكثر على المعرفة، ، حيث أصبحت المعرفة والابتكار والبحث والتطوير السمات الغالبة على هذا الاقتصاد، ومنظومة البحث والتطوير باعتبارها منتجة للمعرفة وممارسة للابتكار والإبداع والبحث والتطوير فإنها تلعب دوراً محورياً وهاماً في اقتصاد المعرفة، والعمود الفقري لهذه المنظومة يتمثل في مراكز البحث والتطوير، نهدف من وراء هذه الورقة البحثية إلى توضيح واقع المنظومة العربية للبحث في عملية الابتكار والإبداع ودورها في التنمية المستدامة، وكذا محاولة تقييم مخرجاتها باستعمال مجموعة مؤشرات تشمل براءات الاختراع، الإنتاج العلمي، تعداد الباحثين وقيمة نفقات البحث والتطوير الموجه إليها، وكل هذه المعايير يمكن الاعتماد عليها في توضيح دور هذه المنظومة في التنمية المستدامة؛ وسنحاول كذلك توضيح العلاقة بين الناتج الداخلي الخام ومؤشر الابتكار والإبداع في المنطقة العربية، وقد توصلنا إلى أن دور منظومة البحث العربية في تحقيق التنمية المستدامة هو دور هامشي راجع في جزء كبير منه إلى ضعف هذه المنظومة؛ لذا وجب تشخيص الأسباب المؤدية إلى ضعف إنتاجية منظومة البحث العربية خاصة في مجال الابتكار والإبداع.