رغم الحرج الذي تشعر به الولايات المتحدة الأمريكية جراء الاعترافات بالجملة من قبل أعضاء الاتحاد الأوربي أكبر تكتل سياسي و اقتصادي في القارة العجوز بدولة فلسطين فإن مساعيها في مساعدة اسرائيل و اشهار الفيتو في وجه القضية الفلسطينية العادلة لا يتوقف .و يبدو أن حق النقض الذي تلوح به واشنطن في وجه القضية قد يصير غير ذي أهمية عندما تأتي الضربة للولايات المتحدة من خارج الأسوار سواء من القارة الامريكية ذاتها أو باقي القارات فقد كسبت القضية كثيرا من الدعم الدبلوماسي فبعد دخول اليونسكو و رفع العلم الفلسطيني في سماء باريس تتوالى الاعترافات الأوربية بها و حتى عندما قد ترفض بعض الدول مثل هذا الاعتراف فإنّ الأمر يجعلها في مأزق بفعل الضغوطات الشعبية التي تواجهها على أراضيها كما هو الحال في فرنسا و اسبانيا و بريطانيا التي تعد أكبر جالية مسلمة متنوعة( ليس من المغرب العربي بشكل خاص كما هو الحال في فرنسا)و يقول محللون أنه رغم الفيتو الذي قد تستعمله الولايات المتحدة من أجل منع دخول فلسطين إلى الامم المتحدة كدولة كاملة العضوية فإنه قد ينطبق عليها ما ينطبق على كوبا فالجمعية العامة الاممية و خلال 23 سنة تصوت في كل عام من أجل رفع الحظر الأمريكي على هذه الدولة الأمريكية التي تحاصرها الولايات المتحدة . و يكفي أن نعلم أن واشنطن استعملت حق الفيتو 43 مرة لصالح الكيان الصهيوني و غير مستبعد أن تكثف الولايات المتحدة من استعمال الفيتو خلال الأشهر القادمة من أجل اضعاف تقدم الملف الفلسطيني إذ قالت مصادر عربية في الامم المتحدة أنه يتم استجماع مزيد من الأصوات من أجل حمل الجمعية العامة للاعتراف بالدولة الفلسطينية مادام عدد المعترفين بها قد وصل إلى 153 دولة و تضم الهيئة الاممية 193 بلد عضو .في حين أن عضويتها الكاملة في الهيئة ستواجه حق النقض الامريكي .وقد لوحظ أنه خلال مؤتمر صحافي قصير بين نتنياهو و أوباما حاول الطرفان الأمريكي والإسرائيلي تفادي وجود خلاف في وجهات النظر بينهما ، لكنه في الحقيقة خلاف يتنامى بسبب ما ذكره ‘نتنياهو' من أن الشعب الإسرائيلي يتوقع منه مواقف صلبة في مواجهة أي ضغوط تتعرض لها دولة إسرائيل وهي ذات المواقف التي جعلت مرتكزات الطرفين لا تتغير بعد ثلاث ساعات من المباحثات في البيت ألأبيض ويلاحظ أن الموقف الأمريكي يتوافق مع موقف دولي بدأ يتشكل ضد المواقف الإسرائيلية الرافضة لأي تسوية مع الفلسطينيين والتذرع بأسباب لم تعد مقنعة لأحد خاصة أن الإسرائيليين يصرون على أن العقبات الحقيقة في طريق التسوية يصنعها الفلسطينيون من دون أن يوضحوا كيفية ذلك.
ويقابل الموقف الأمريكي موقف إسرائيلي متشدد يعبر عنه ‘نتنياهو' الذي يقول إن وا جبه هو أن يعمل ما في وسعه من أجل حماية ما سماها الدولة اليهودية وهي بكل تأكيد الدولة التي لا تقبل في داخلها غير اليهود ، بمعنى أنه لن يكون للفلسطينيين أي حقوق فيها.
ويبدو هذا التوجه متعارضا في جوهره مع المحاولات التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام بين الطرفي في الربيع الماضي و رغم كل هذه النزاعات و في آخر المطاف تجد واشنطن نفسها مرغمة على لرفع الفيتو من أجل اسرائيل و ضد فلسطين .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فاطمة شمنتل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz