الجزائر

واسيني الأعرج يهاجم "اليونسكو" ويتهمها بالفشل



واسيني الأعرج يهاجم
انتقد الروائي واسيني الأعرج حالة الصمت الغريب حيال ما تتعرض له ذاكرة الإنسانية جراء قيام تنظيم "داعش" الإرهابي بتدمير وتخريب العديد من النفائس الأثرية في كل من سوريا والعراق وليبيا.وكتب الأديب الجزائري في صحيفة "القدس العربي" بعددها الصادر اليوم أنه "ما فائدة اليونسكو في عالم يحرق كل ميراثه الإنساني على يد عصابات كأنها خارج كل عقاب؟ لماذا لا تتحرك المنظومة الدولية بشكل أكثر فاعلية لحماية الميراث الذي يجعل من الإنسان إنسانا؟ الشجب لا يكفي"، مضيفا "يجب تطوير وسائل جديدة لحماية هذا المنجز الإنساني التاريخي الذي لن يتكرر أبدا.فهل الإنسانية وصلت إلى العجز الكلي الذي يدفع بها إلى الاستغناء عن جزء من ذاكرتها التي تتم إبادتها، بشكل علني، بسبب الضغينة والجهل؟ في الحرب العالمية الثانية أبدعوا فرقا لحماية التراث الإنساني من تسلط النازية، التي على الرغم من كل جبروتها، كانت تسرق اللوحات والمعالم التي يمكن نقلها، ولكنها حفظتها، باستثناء ما أكله القصف الجوي. بعد الحرب تمت استعادة الكثير من المسروقات".ورأى واسيني أن "كل شيء يتم تدميره بشكل معلن اليوم، منذ أن قام طالبان بتفخيخ تماثيل بوذا وحطموها ليتركوا المكان، الذي قاوم القرون، مجرد كومة أحجار وغبار. صمت المشرفون على تراث الإنسانية، باستثناء بعض نداءات الاستغاثة الضعيفة، وكان ذلك إعلانا على وصول البدائية والتوحش إلى أقاصيها".وقال أيضا "شيئان وراء هذا الصمت الذي أصبح قانونا، أو الشجب الخجول؟ إما أن هذا الأمر ليس مهما بالنسبة لأوروبا، وبالتالي فهي غير معنية به لأنه يقع خارج مجالها الثقافي واهتماماتها الإستراتيجية، إذ لنا أن نتخيل آثار تحطيم معالم أثرية أساسية في فلورنسا أو باريس أو برلين أو لوس أنجليس أو سيدني، أو غيرها من مدن المعمورة في جزئها المتقدم حضاريا؟ ستقوم الدنيا ولن تقعد، وسيعيش العالم في حداد من دون نهاية، وهذا هو الطبيعي".ويعتقد الكاتب أن العالم المتحضر "قد يدخل حربا أكيدة ضد مسخ الإنسانية، وتوقيف القتلة على جرائمهم ضد ذاكرة الإنسانية. الديكتاتوريات بكل جبروتها وبطشها لم تستطع أن تغيب حق الوجدان العام في الحياة والتجلي. تحطيم معالم مدينة تدمر السوريا، لا اسم له إلا التواطؤ الذي يقف وراءه للأسف، أولا المثقفون العرب بصمتهم المخيف، لا يحركون ساكنا حتى برسالة جماعية موجهة للضمير العالمي. لم تبق إلا المؤسسات الدولية التي بإمكانها أن تفعل شيئا قبل فوات الأوان".ورأى أن هناك حلول مؤقتة يمكنها حفظ الحد الأدنى. عندما اندلعت حرب الرماد في الجزائر في التسعينيات، وكان على رأس المتاحف الوطنية متخصصون وعشاق للميراث الوطني والإنساني، تم الاتفاق مع اليونسكو على القيام بواجب الحفظ بمعارض تدويرية عبر العالم. وخرجت الكثير من القطع المهمة وجابت العالم على مدار سنوات عديدة قبل أن تعود إلى الجزائر.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)