واسيني الأعرج.. يكتب لأنه لا يعرف كيف يكره الآخرين

يحل الروائى الجزائرى الكبير واسينى الأعرج، ضيفًا على المعرض، والذى يعيش حاليًّا بين الجزائر وفرنسا، أستاذًا فى جامعتى «السوربون» و«الجزائر» العاصمة.

تميز «الأعرج» ينبع من ارتياده آفاقا جديدة فى الكتابة، وبحثه الدائم والمستمر عن سبل تعبيرية جديدة وحية، وهو أكثر الكتاب تجريبًا وبحثًا عن أشكال جديدة وموضوعات وقضايا غير مألوفة غالبًا، تستوحى التاريخ لقراءة الواقع، مثلما تستنبط الأزمات المعاصرة الإنسانية، الفردية والجماعية، فهو يكتب لأنه لا يعرف كيف يكره الآخرين.

ولد الأعرج فى ٨ أغسطس ١٩٥٤ بقرية «سيدى بوجنان» بالولاية الحدودية «تلمسان»، ويعتبر أحد أهم الأصوات الروائية فى الوطن العربى، ونشر قصصه وأولى رواياته فى الجزائر، ثم ذهب إلى دمشق، وهو فى العشرينيات، حالمًا بلغة عربية كان دائم البحث عنها.

ويعد «الأعرج» من أغزر الكتاب الروائيين الجزائريين إنتاجًا، ومن أشهر رواياته «الليلة السابعة بعد الألف» وحملت له آفاقا من الشهرة ولفتت إليه الأنظار، بينما اختيرت روايته «حارسة الظلال» ضمن أفضل ٥ روايات صدرت فى فرنسا، ونشرت فى أكثر من ٥ طبعات متتالية بما فيها طبعة الجيب الشعبية.

وكرّس «الأعرج» للمرأة أعمالًا أدبية عدّة، مثل: «أنثى السراب، أصابع لوليتا، مملكة الفراشة، أحلام وديعة».. وعمل على هذه التيمة منذ بداياته الأولى، وربما كان هذا لظروف الوسط النسائى الذى نشأ بين جنباته؛ لأن رجال عائلته، إما استشهدوا أو التحقوا بالمقاومة فى الجبال إبان الثورة، أو هاجروا طلبًا للعيش والعمل فى فرنسا.

حصل «الأعرج» على الكثير من الجوائز، منها: جائزة الرواية الجزائرية عن مجمل أعماله عام ٢٠٠١، كما حصل على جائزة المكتبيين الكبرى عام ٢٠٠٦ عن روايته كتاب الأمير، كما حصل على جائزة الشيخ زايد للآداب عام ٢٠٠٧، كما فازت رواية أصابع لوليتا بجائزة الإبداع الأدبى. وفى لفتة إنسانية عميقة المعنى والمغزى، وتنم عن تعاطى المبدع مع هموم عروبته، خصص الروائى الجزائرى قيمة بيع الطبعة الفلسطينية من روايته «سيرة المنتهى: عشتها كما أشتهى» لصالح المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية.