يشارك الروائي الجزائري واسيني الأعرج في أيام قرطاج المسرحية؛ حيث سيقدم تجربته في "مسرحة الرواية" إلى جانب اللبناني طلال درجاني، الذي يخرج مسرحية "مي زيادة، ليالي العصفورية"، المقتبسة عن رواية "ليالي إيزيسكوبيا".. 300 ليلة وليلة في جحيم العصفورية" للأعرج.وتحظى روايات واسيني الأعرج باهتمام الكتّاب المسرحيين. وحُوّلت إلى أعمال منذ سنوات الثمانينات مع اقتباس "وقع الأحذية الخشنة" في ليبيا، في إطار المسرح التجريبي، ثم أجزاء من رواية "وقائع من أوجاع رجل غامر صوب البحر" في 1993 لناصر خلاف، ثم "حارسة الظلال" التي اقتبسها حميد قوري بتسمية مختلفة، هي "مزغنة" سنة 1995، وصولا إلى "مملكة الفراشة" في قطر، ثم "رمادة 19" مع شوقي بوزيد، و"امرأة من ورق" مع مراد سنوسي، وأخيرا "نساء كازانوفا"، التي ظل يشتغل عليها لمدة سنة كاملة مع مولاي ملياني، والمخرج علي جبارة.
وينظم مهرجان قرطاج المسرحي هذا العام، لقاءات مهمة أخرى، حيث ينظم لقاء ثانيا بعنوان "المسرح في إيران من الأداء التقليدي إلى الركح العصري"، سيشارك فيه مسرحيون من إيران وتونس. وسيقدم المالي يايا كوليبالي مداخلة حول "فن العرائس". كما سينعقد لقاء حول 60 سنة من المسرح المدرسي في تونس، ولقاء آخر بعنوان "40 سنة: مسرح وطني تونسي وأيام قرطاج المسرحية".
ويطفئ المسرح التونسي هذا العام، شمعته الأربعين. وبلغت أيام قرطاج المسرحية دورتها الرابعة والعشرين. وتحت شعار "بالمسرح نحيا.. بالفن نقاوم"، تؤكد الدورة التي تنطلق من الثاني حتى العاشر من ديسمبر المقبل، أن المسرح مقاومة فنية من نوع خاص؛ مقاومة أبي الفنون الذي لاتزال له الكلمة العليا في تجذير القيم والأفكار والمبادئ، وبأن هذا الفن الذي بُعث من المآسي هو دائم الانتصار للإنسانية، وللقيم الكونية، وللحرية، بعيدا عن كل أشكال التطرف والتمييز.
وتستغني الأيام خلال افتتاح فعالياتها واختتامها، عن المظاهر الاحتفالية، مع الإبقاء على العروض والندوات والورشات التكوينية؛ تضامنا مع ما مر به قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقال المدير الفني الفنان المسرحي معز مرابط، إن هذه الدورة "اخترناها أن تكون تضامنية" مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن "المسرح، بطبعه، هو فعل مقاومة.. هو وسيلة للتعبير عن القضايا التي تهم الإنسانية والشعوب بشكل عام، وهذا ما حاولنا ترجمته من خلال العروض المبرمجة".
وإلى جانب الندوة الدولية حول "المسرح وجمهوره اليوم أو اكتمال الفعل المسرحي"، تقترح الأيام ندوة علمية بعنوان "كونية أنطون تشيخوف: المجالات والامتدادات"؛ حيث ستتناول دراسة كتاباته، التي ركزت على عمق الطبيعة البشرية، والأهمية الخفية للأحداث اليومية العادية، وكيف لعب في كتاباته بمهارة، على الخيط الرفيع بين الكوميديا والتراجيديا؛ إذ كتب تشيخوف، وأخرج مسرحا ثوريا على الواقع في مجتمع روسي، يتسم بالفقر، والقمع السياسي، والتفكير الشمولي. ولايزال مسرحه يقتبس من مخرجين ومسرحيين عرب وغربيين.
وتسجل الدورة الرابعة والعشرون عرض أكثر من 60 عملا مسرحيا من 28 بلدا من مختلف القارات، موزعة على مجموعة من أربعة أقسام؛ حيث تتضمن المسابقة الرسمية 11 عرضا، والعروض الموازية 24 عرضا، ومسرح العالم 18 عرضا، وتعبيرات مسرحية في المهجر 4 عروض.
وتحافظ الأيام هذا العام على مختلف أقسامها؛ من مسابقة رسمية، وعروض موازية تونسية وعربية وإفريقية، مع التمسّك بثوابت الأيام، وقيمها من خلال تقديم برمجة ثرية ومتنوعة.
ويكرّم المهرجان في دورته الرابعة والعشرين، ثلة من المسرحيين التونسيين والعرب والعالميين، موزعين على حفلي الافتتاح والاختتام، وهم نضال الأشقر وروجي عساف وحنان الحاج علي من لبنان، وسوسن بدر من مصر، وأمين زنداغني وإلهام إينالي حميدي من إيران، ويايا كوليبالي من مالي، بالإضافة إلى ألوغبي ألادجي دين ومانويلا سوايرو وبول شاؤول من لبنان، وداوود حسين من الكويت، ويوسف عيدابي من السودان، ومجموعة الحمائم البيض للموسيقى الملتزمة، وحسين المحنوش، وفوزية المزي، ومنجي الورفلي، وسعاد محاسن، وجليلة المداني من تونس.
ويحيي المهرجان ذكرى فنانين مسرحيين تونسيين رحلوا هذا العام؛ هم منصف شرف الدين، ومحمد كدوس، وعبد الغني بن طارة، ريم الحمروني، لسعد المحواشي.
وتعقد الدورة الرابعة والعشرون مجموعة من الورشات؛ منها ورشة بعنوان "طريقة مايسنر في فن التمثيل" يديرها سكوت تالبوت من الولايات المتحدة، ولسعد سعايدي من تونس. وورشة حول "تقنيات الرقص والأداء الحركي" يديرها طلعت سماوي من العراق. وورشة في الرقص الإفريقي يديرها الإسباني أولوي.
وورشة في فن الرقص بالتعاون مع دريمز شباب يديرها لاسينا كون (مالي/تونس). وكذلك ورشة في صنع العرائس المالية يديرها يايا كوليبالي من مالي. وورشة الواقع المعزز التي يديرها مارتان ويسنوكي وريمار دي لا شيفالري ونينا دي لا شيفالري من سويسرا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/11/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نوال جاوت
المصدر : www.el-massa.com