الجزائر - LITTERATURE ALGERIENNE

واسيني الأعرج.. صاحب «طوق الياسمين» يحتفل بعيد ميلاده الـ67



واسيني الأعرج.. صاحب «طوق الياسمين» يحتفل بعيد ميلاده الـ67

يعد الكاتب الجزائري الكبير واسيني الأعرج، الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ67، أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي، إذ ألف العديد من الروايات المشهورة مثل طوق الياسمين، ورواية رماد الشرق، ومملكة الفراشة، وتميزت أعماله بالحس الفني الواضح والنزعة الطبيعية الجذابة.

ويعد واسيني الأعرج كاتباً معروفاً في جميع البلدان الناطقة بالعربية والفرنسية، ومنذ أوائل الثمانينات نشر أكثر من اثني عشر كتابا، رواياته غالبا ما تتناول التاريخ المضطرب لموطنه الجزائر، وترجم بنفسه بعض كتبه إلى الفرنسية، وكتب اثنين على الأقل من كتبه باللغة الفرنسية قبل أن تصبح متاحة باللغة العربية.

على خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه، تنتمي أعمال واسيني، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائمًا عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها، إن اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزًا ومستقرًا ولكنها بحث دائم ومستمر.

وتجلت قوة واسيني التجريبية التجديدية بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلاً نقدياً كبيرًا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية، فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها.

ولد واسيني الأعرج عام 1954 في سيدي بو جنان في ولاية تلمسان وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة الجزائر ثم انتقل إلى سوريا لمتابعة الدراسات العليا بمساعدة من منحة حكومية، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة دمشق، عندما أنهى دراسته عاد إلى الجزائر وشغل منصبًا أكاديميًا في جامعته، جامعة الجزائر، وواصل تعليمه حتى عام 1994، وبعدها اضطر عند اندلاع الحرب الأهلية في الجزائر في التسعينات إلى مغادرة البلاد.

وبعد أن قضى وقتًا قصيرًا في تونس، انتقل إلى فرنسا وانضم إلى كلية جامعة السوربون الجديد، حيث درّس الأدب العربي.

تعاون وزوجته زينب الأعرج، الشاعرة والمترجمة، في نشر مختارات من الأدب الأفريقي باللغة الفرنسية بعنوان "Anthologie de la nouvelle narration africaine"، وقد أنتج الأعرج برامج أدبية عدة للتلفزيون الجزائري، وساهم أيضًا في عمود دائم لصحيفة الوطن الجزائرية.

وتدور روايات الأعرج المبكرة حول النضال من أجل البقاء ضد الظروف الطبيعية القاسية في المجتمعات الريفية، على الرغم من اهتمامها العام بالفقر وإشارتها إلى إخفاقات المؤسسة السياسية في الجزائر، فإن روايات هذه الفترة تمثل عملية تطهير من العواطف التي تعود إلى طفولة المؤلف خلال سنوات حرب الاستقلال وموت الأب أثناء النضال الوطني وتخليصه منها.

وضع الأعرج بصمته في الأوساط الأكاديمية والأدبية العربية، وهو يحتل مكانة لا يمكن إنكارها بين الكتاب العرب الأكثر شهرة، يعترف النقاد الأدبيون بمساهمته في تطوير الرواية الجزائرية بشكل خاص، وكانت رواياته أيضًا موضوع عدد كبير من الأطروحات الجامعية والأطروحات في الجزائر وتونس.

في عام 2005، نظم المركز الجزائري للأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (مركز البحوث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، كراسك) في وهران، الذي اعترف مكانته الأدبية، ندوة لمدة يوم واحد نوقشت فيه أعماله وحللت من قبل أساتذة جامعة بارزين.

الأنشطة الثقافية العديدة للأعرج ومسيرته الأكاديمية في قارتين منحتاه درجة من الصفاء لم يحققها سوى عدد قليل من معاصريه، كما ساعدته طلاقة لسانه باللغة الفرنسية على فرد أجنحته خارج البلدان العربية، وما من شك في أن هذه الرؤية ومساهماته الهائلة في الحياة الثقافية في بلاده وأوروبا تجعل من الأعرج نموذجًا يحتذى به للكتاب الجزائريين اللاحقين.

وتبين نجاحاته بوضوح أنه في نهاية المطاف، نوعية العمل وجودته هي التي تهم وليست التعابير يتجلى الاهتمام المتزايد بكتابات الأعرج بمشاركته في المنتديات الدولية كما أن نشر ترجمات لعدد كبير من كتبه هو انعكاس لأهميته واهتمام القراء الغربيين به.

ومن أبرز مؤلفات واسيني الأعرج:

رواية البوابة الزرقاء (وقائع من أوجاع رجل). دمشق/ الجزائر 1980، رواية طوق الياسمين (وقع الأحذية الخشنة). بيروت 1981 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2002 Libre Poche )، رواية ما تبقى من سيرة لخضر حمروش. دمشق 1982، رواية نوار اللوز. بيروت 1983 - باريس للترجمة الفرنسية 2001، رواية مصرع أحلام مريم الوديعة. بيروت 1984 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2001 Libre Poche )، ضمير الغائب. دمشق 1990- سلسلة الجيب: الفضاء الحر. 2001، رواية الليلة السابعة بعد الألف: الكتاب الأول: رمل الماية. دمشق/الجزائر 1993، رواية الليلة السابعة بعد الألف: الكتاب الثاني: المخطوطة الشرقية. دمشق- 2002، رواية سيدة المقام. دار الجمل- ألمانيا/الجزائر 1995 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2001 Libre Poche )، رواية حارسة الظلال. الطبعة الفرنسية. 1996- الطبعة العربية 1999 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2001 Libre Poche )، ذاكرة الماء. دار الجمل- ألمانيا 1997 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2001 Libre Poche )، رواية مرايا الضرير. باريس للطبعة الفرنسية. 1998، رواية شرفات بحر الشمال لدار الآداب. بيروت 2001، باريس للترجمة الفرنسية 2003 (Libre Poche )، مضيق المعطوبين. الطبعة الفرنسية.2005 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2005 Libre Poche )، رواية كتاب الأمير. دار الآداب. بيروت. 2005 - باريس للترجمة الفرنسية 2006 (سلسلة الجيب: الفضاء الحر-2006 Libre Poche )، رواية سوناتا لأشباح القدس. دار الآداب. بيروت. 2009.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)