الجزائر

واد فرشة.. حيّ يغرق في المياه القذرة، الفوضى والإجرام



أطلقت السلطات المحلية بعنابة خلال السنوات الأخيرة العديد من المشاريع الخاصة بالتهيئة الحضرية وذلك بهدف تحسين الوجه الحضري للمدينة غير أن بعض الأحياء لم تمسها هذه المشاريع على غرار حي واد فرشة الذي يشكو سكانه عدم الاهتمام بانشغالاتهم من قبل المسؤولين.وليد هري
لبت «آخر ساعة» دعوة عدد من سكان حي واد فرشة الذي يعد من بين أكبر أحياء مدينة عنابة وذلك للوقوف على واقع حيهم الذي قالوا بأنه يعاني من الانتشار الكبير للقمامة، المياه القذرة ومختلف مظاهر انعدام النظافة والتحضر وهو ما وقفنا عليه حقا بمجرد ولوجنا لهذا الحي الذي عرف على مدار السنوات الماضية توسعات كبيرة احتضنت العشرات من المنازل الخاصة والترقيات العقارية غير أن هذا التطور العمراني الذي شهده الحي لم يقابله تطور في الاهتمام به من قبل مصالح بلدية عنابة التي ورغم التغيير التي أحدث على هيئتها التنفيذية قبل أسابيع إلا أن واقع الحال يقول بأنه لا شيء تغير في الميدان وخير مثال هو ما وقفنا عليه في حي واد فرشة.
المياه القذرة والروائح الكريهة «الديكور» الأبرز في الحي
استبشر سكان حي واد فرشة خيرا بعد استحداث المؤسسة العمومية الولائية للنظافة، حيث علقوا عليها آمالا لتحسين الوضع البيئي لحيهم، غير أنه وبعد أشهر من عمل هذه المؤسسة وعمل مصالح البلدية من جهتها، فإن ثمار هذه الخطوة لم تظهر على أرض الواقع في واحد من أكبر الأحياء في مدينة عنابة الذي ولو لقي العناية اللازمة به لكان من بين الأحياء الراقية حتى لو كانت هذه الأخيرة لا مكان لها في عنابة، فمن بين المظاهر الأولى التي تصادفك عند ولوجك الحي هي المياه القذرة التي تخرج من البالوعات التي تتواجد في حالة كارثية وهو الوضع الذي تسبب في روائح كريهة تشتمها في أغلب زوايا الحي، خصوصا وأن هذا «الديكور» تضاف له القمامة المتناثرة في كل مكان تقريبا وهو ما تسبب في انتشار الناموس حتى في عز فصل الشتاء ودفع العديد من السكان إلى عدم فتح شبابيك منازلهم إلا عند الحاجة.
رغم توفر سوق.. التجارة الفوضوية تجتاح الحي
أما المشكل الآخر الذي يشتكي منه السكان هو الانتشار الكبير للتجارة الفوضوية وخصوصا بيع الخضر والفواكه على العربات التي تحتل الأرصفة والطرقات، رغم أن الحي يتوفر على سوق مخصص لذلك وهو ما يحتم –حسب السكان- على السلطات المحلية الضرب بيد من حديد وفرض القانون في الحي الذي زادت من مشاكله تجول المواشي وعلى رأسها الأبقار التي تتغذى على بقايا الخضر والفواكه التي يرميها التجار الفوضويون، هذا دون الحديث عن الكلاب الضالة التي تسيطر على الحي وتفرض فيه شبه حظر للتجوال، خصوصا وأن مصالح البلدية لم تنفذ أي عملية للقضاء عليها منذ وقت طويل وهو ما تسبب في تزايد أعدادها بشكل كبير.
تجار اغتصبوا الأرصفة بتوسعة محلاتهم التجارية
كما اشتكى سكان حي واد فرشة الذين تواصلنا معهم من التوسعات غير القانونية للمحلات التجارية التي قام بها عدد من التجار والتي جاءت على حساب الأرصفة المخصصة للراجلين الذين يجدون أنفسهم مضطرين على المشي في الطريق باعتبار أن الجهات الوصية لم تحرك ساكنا تجاه هذا الوضع منذ سنوات، فآخر مرة تدخلت السلطات لتهديم التوسعات كانت في سنة 2016 أي أجبرت مديرية التجارة لولاية عنابة أصحاب المحلات التجارية المتواجدة بجوار الأروقة التجارية سابقا على تهديم التوسعات التي قاموا بها على حساب الأرصفة، حيث مست العملية وقتها ستة محلات وهذا التحرك يأمل سكان واد فرشة أن يتكرر في القريب العاجل لإعادة الأمور إلى نصابها.
ساحة الألعاب أفضل مثال على سياسة الترقيع
استغربت «آخر ساعة» لدى تواجدها في حي واد فرشة من حالة ساحة الألعاب المخصصة للأطفال التي لا تتوفر فيها مظاهر السلامة والنظافة وهو ما يعتبر صورة مصغرة عن سياسة الترقيع التي تنتهجها السلطات المحلية في مشاريعها التي يفترض أنها تنموية، حيث تم وضع ألعاب للأطفال بين عمارات دون أن يتم تهيئة المكان بالشكل اللازم فحتى السيارات تمر وسط هذه المساحة وهو ما يشكل خطرا كبيرا على حياة الأطفال، وأكد السكان الذين تواصلنا معهم بهذا الخصوص بأنهم رفعوا شكوى لمصالح البلدية التي قالوا بأنها اعترفت بالخطأ ووجهت أصابع الاتهام للمقاول الذي نفذ الأشغال ولكن البلدية تتحمل أيضا مسؤولية الرقابة القبلية والبعدية للمشروع الذي أصبح بلا فائدة وتسبب في خسارة لخزينة البلدية.
مشاريع تنموية استفاد منها الحي ما تزال حبيسة الأدراج
في سياق ذي صلة، كشف سكان حي واد فرشة أن المسؤولين المحليين وعدوهم قبل بضعة سنوات بتخصيص مشاريع تنموية من شأنها أن تغير وجه الحي، غير أن هذه المشاريع لم تر النور إلى غاية الآن وهو ما تؤكده الإنارة العمومية شبه المنعدمة، حالة الإسفلت الكارثية وانسداد قنوات الصرف الصحي، فمع تساقط الأمطار يغرق الحي في البرك المائية وكل ذلك –حسبهم- نتيجة حتمية لسياسة التماطل التي تنتهجها الجهات الوصية اتجاه مطالبهم المتعلقة بضرورة التحرك العاجل لتخليصهم من مشاكلهم من خلال الإسراع في إعادة تهيئة الحي وبهذا الخصوص أكد أحد المسؤولين المحليين بعنابة رفض الكشف عن اسمه أن حي واد فرشة استفاد من بعض المشاريع التنموية غير أن تأخر تنفيذها مرتبط ببعض الإجراءات الإدارية على غرار المشروع الذي استفاد منه حي 700 مسكن الذي سيمس تجديد شبكة تصريف مياه الأمطار والمياه القذرة، الأرصفة، ممر الراجلين وساحة للعب ولكنه ما يزال حبيس الأدراج.
السكان يأملون في تحرك المسؤولين والمنتخبين لإصلاح الوضع
أكد عدد من سكان الحي بأنهم راسلوا في العديد من المناسبات الجهات الوصية في مقدمتها القطاع الحضري الرابع وطالبوا من مصالح بلدية عنابة بالإلتفات إلى مشاكلهم وأخذها بعين الاعتبار قبل تفاقم الأوضاع، غير أنهم قوبلوا بسياسة اللامبالاة للجهات الوصية التي أبت التحرك للدفع بعجلة التنمية والنظر في مختلف النقائص الموجودة على مستوى حيهم على حد قولهم، حيث أكدوا بأنه وضعوا العديد من الشكاوى على مكاتب المنتخبين المحليين الذين قالوا بأنهم مطالبون بتجسيد وعودهم التي أطلقوها خلال حملتهم الانتخابية حين وعدوا بتخليص السكان من جميع مشاكلهم وأمام هذا الوضع فقد وجهوا طلبا للوالي أو رئيس البلدية من أجل زيارة حيهم «المنسي» للوقوف ميدانيا على مشاكلهم التنموية وتحقيق مطالبهم التي من بينهما استحداث عيادة للصحة الجوارية على مستوى «واد فرشة» وذلك بالنظر إلى الكثافة السكانية الكبيرة التي فيه ومقر للأمن الحضري لمواجهة المظاهر الإجرامية التي تزايدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)