الجزائر

واجهة البحر لمدينة آرزيو .. تنتعش خلال السهرات الرمضانية


وهران - تعرف واجهة البحر لمدينة آرزيو بولاية وهران في كل سهرة رمضانية اقبالا منقطع النظير للعائلات بحثا عن لحظات للراحة والترويح عن النفس بعد يوم من الصيام.وتجلب حديقة صغيرة للتسلية تتوفر على بعض الألعاب الموجهة للأطفال والمراهقين الذين ينتظرون أدوارهم حيث يتطلب منهم بدون شك الكثير من الصبر بالنظر إالى العدد الكبير من المترددين على مثل هذه الألعاب وما ينجر عنه من طوابير.
وللتهدئة من اندفاع الصغار يجبر الأولياء على "اللجوء" إلى باعة الحلويات والفول السوداني وكذا اللعب لتتزايد بذلك مصاريف كان من المحبذ لذوي الدخل المتوسط تفاديها في مثل هذه الفترة من السنة.
كما تتركز السهرات الرمضانية أساسا على مستوى الشارع الممتد على طول واجهة البحر المؤدية بعد قطع بضعة كيلومترات إلى طنف ارزيو والموقع المتميز لنافورة الغزلان.
وسرعان ما تصبح كل المقاعد الحديدية المتوفرة قبالة ميناء أرزيو مشغولة حيث يضطر المتأخرون إلى المشي والتجوال إلى غاية إيجاد مكان شاغر. كما تتشكل مجموعات من المتنزهين والتي تصطف على طول الجدار المطل على البحر للاستمتاع في أجواء بهيجة بنسيم البحر ومشاهدة ناقلات المحروقات العملاقة الراسية في عرض البحر.
ومن جهة أخرى، يفضل بعض الشباب قضاء بعض الوقت في لعبة "بابي فوت" على أن يسدد المنهزم ثمن حلوية "الشامية" وفناجين الشاي للفائزين حيث يبدو المرح والسعادة باديين على وجوه الجميع.
وعلى غرار باقي مناطق الوطن يجني التجار بأرزيو أرباحا معتبرة خلال شهر الصيام فيما لا يتوانى البعض منهم في خرق القواعد الأساسية للنظافة عند عرض شتى أنواع الشواء المحضر في ظروف يرثى لها.
ويلجأ البعض الآخر إلى الابتكار لجلب الزبائن كما هو الشأن بالنسبة لبائعين قدما من أدرار حيث يقترحان شايا لذيذا يحضرانه على موقد للجمر.
وبدل وجود طاولات وكراسي يقترح هاذان البائعين بساطا من البلاستيك على الزبائن للجلوس حتى يتسنى لهم ارتشاف فنجان الشاي بالنعناع. ومن جهة ثانية، نصبت مصالح البلدية منصة تستقبل أحيانا بعض الفنانين والمغنيين لتنشيط حفلات موسيقية فيما يبقى سكان أرزيو يتذكرون تلك السهرات التي أحيتها بنفس المكان في الثمانينات كوكبة من الفنانين البارزين أمثال الحاجة الحمداوية والهادي بلخياط وغيرهما.
وإذا كانت الحركة والنشاط ينحصران بواجهة البحر فان الساحة الكبرى للمدينة التي تحيطها المقاهي من كل الجهات تعرف أيضا نشاطا مكثفا حيث يصعب إيجاد مكان شاغر وسط حركة الذهاب والإياب للنادلين لتلبية طلبات الزبائن من مشروبات باردة وقهوة والشاي.
ويغتنم التجار الفرصة المتاحة في شهر رمضان للعمل بدون انقطاع حيث تبقي محلات الملابس والأحذية والمرطبات والحلويات مفتوحة لاستقبال الزبائن الذين ليسوا معتادين على مثل هذا النشاط الليلي.
ورويدا رويدا يبدأ النشاط يتراجع وتختفي هذه الأجواء المتميزة مع تقدم الليل حيث تخلو واجهة البحر لأرزيو من الساهرين تدريجيا ويبدأ الذين لا يتوفرون على سيارة رحلة البحث عن وسيلة للنقل بغية العودة إلى بيوتهم بمختلف الأحياء السكنية الواقعة بأعالي المدينة. وهنا يجد أصحاب سيارات الأجرة غير الشرعية ضالتهم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)