لطالما كان البحر الأبيض المتوسط ميدان صراعٍ أزليٍّ بين مختلف القوى العالمية، ولطالما كان ميزان قوة الدول – المرتبطة به – وهيمنتها هو امتلاكها أساطيل قوية تجعلها صاحبة القول في هذا البحر، كامتلاك الأسطول الجزائري مثلًا في وقتٍ سابق.
سيطرة الأسطول الجزائري على البحر الأبيض المتوسط
كان للخروقات والتعديات الإسبانية على السواحل الجزائرية، ومحاولة إعادة احتلالها دور كبير في سيطرة الأسطول الجزائري على البحر المتوسط، إذ إن الأسطول الحديث الذي أسسه خير الدين بربروس جعل من حماية الجزائر هدفًا أسمى له؛ ما جعله يحبط جميع الهجمات التي شنّها الأسطول الإسباني على السواحل الجزائرية، وفي الكثير من المرات كان يحطم عدة سفن ويأسر مئات البحارة، ولعلّ أبرز حدث جعل من البحرية الجزائرية قوة رهيبة في المتوسط هي كبح الهجمة البريطانية الهولندية على العاصمة الجزائر سنة 1816، حيث دمّر نصف الأسطول الغازي، هذه السيطرة تجسدت في فرض نظام ملاحة جديد عبر المتوسط.
أمريكا تدفع الجزية للجزائر لحماية سفنها
في عهد قيادة رايس حميدو للبحرية الجزائرية فرضت الجزائر ضريبة على الولايات المتحدة، فبعد أن نالت أمريكا استقلالها عن بريطانيا، وكانت الجزائر أوّل بلد يعترف باستقلالها، بدأت السفن الأمريكية ترفع أعلامها لأوّل مرة اعتبارًا من سنة 1783، وأخذت تجوب البحر الأبيض المتوسط، وقد تعرّض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة، واستولوا في يوليو (تموز) 1785 على إحدى عشرة سفينة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وساقوها إلى السواحل الجزائرية، ولحداثة استقلال الولايات المتحدة وعدم توفرها على قوة بحرية رادعة، كانت عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية، فقد اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في 5 سبتمبر (أيلول) 1795، تدفع بموجبها واشنطن مبلغ 62 ألف دولار ذهبًا للجزائر لقاء حرية المرور والحماية لسفنها في البحر المتوسط. وتضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/12/2018
مضاف من طرف : oussamahm
صاحب المقال : اسامة هشام
المصدر : الانترنت