يشد وفاق سطيف الرحال صبيحة اليوم بداية من الساعة السابعة إلا الربع إلى الكاميرون لمواجهة كوتون سبور برسم لقاء العودة في مباراة تبدو صعبة على الورق، بينما على الميدان فكل شيء يمدد الترقب ويبقيه قائما لما ستسفر عنه نتيجة المباراة التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، لصنع ملحمة أخرى من الملاحم التي عودنا عليها الوفاق خارجيا.الفرق الكبيرة تمرض ولا تموتصحيح أن وفاق هذا الموسم يعاني كثيرا سواء من ناحية النتائج المسجلة أو من الجهة المالية، إلا أن هذا ليس عائقا أمام ناد كبير له باع طويل مع التألق، ودائم التواجد في منصات التتويجات، لأن الكبير يمرض ولا يموت وليس بهذه البساطة يخسر الفريق كل شيء بمجرد نكسة تحدث لأي فرق في العالم مهما كان وزنه.رغم الأزمة.. الكل عازم على العودة بالتأهلعلى الرغم من المشاكل التي تراكمت في بيت الوفاق مؤخرا، إلا أن ذلك لم يمنع الكل في محيط الوفاق من الحديث عن التأهل، حيث قرر الجميع ترك عواطفهم جانبا والتركيز على مباراة الإياب في الكاميرون وهذا من أجل هدف واحد وهو بلوغ دور المجموعات واستعادة الهدوء.الأزمة تلد الهمة وإذا ضاق الأمر اتسعيقال عند العرب بأنه بعد الأزمة غالبا ما تكون هناك همة أو عزيمة، وهو الحال الذي ينطبق على أسرة الوفاق التي مرت بظروف صعبة بدأت بأزمة نتائج، وتلتها أزمة الأموال، وبعدها تسرب الشك لدى النفوس، لكن الآن ومع استعادة الهدوء نوعا ما لابد من شد العزم من أجل تحقيق التأهل واستعادة الأفراح، فهل فعلا ستتحقق مقولة جمال الدين الأفغاني وهل ستلد الأزمة همة لدى الجميع؟على اللاعبين التحلي بروح المسؤوليةكون اللاعبين هم الجنود الذين سيخوضون معركة قاروا، فقد بات عليهم التحلي بروح المسؤولية، والتجند من أجل تحقيق الفوز هناك لأن الذي يخاف المواجهة لا مكان له مع تشكيلة الوفاق، لأنه الظرف الذي يحتاج فيه الفريق إلى محاربين فوق أرضية الميدان.اللاعبون تحدوهم إرادة كبيرة لجلب التأهلما لمسناه من اللاعبين هو الإرادة الكبيرة التي تحدو رفقاء فراحي من أجل تحقيق التأهل أمام كوتون سبور من أرضية ميدانه وأمام جمهوره، حيث الكل عازمون على صنع ملحمة أخرى وتكرار ما حدث الموسم الماضي أمام بيطام لما عاد الوفاق بالتأهل رغم أنه كان منقوصا عدديا.90 دقيقة فقط تفصلنا عن المجموعاتليكن في علم اللاعبين المعنيين بلقاء كوتون سبور، بأنه لا تفصلهم سوى 90 دقيقة من الزمن للوصول إلى دوري المجموعات، وما تم بناؤه والعمل عليه لا يمكن أن يفرطوا فيه بهذه السهولة، والعودة من نصف الطريق لأن الأمر يتعلق بدور المجموعات لأغلى منافسة في القارة والتي يتمناها البعض ولو للمشاركة فقط.ولتمثيل الألوان الوطنية أحسن تمثيلبما أن وفاق سطيف هو من سيخوض المباراة، إلا أنه أمام مهمة ثقيلة وهي الألوان الوطنية لأن اسم الجزائر يمر قبل كل شيء فقد صار محتوما على اللاعبين تشريف الجزائر ورفع هامتها عاليا أمام الأفارقة، فالغاية الأسمى والوحيدة هي تمثيل البلد أحسن تمثيل لأن التأهل أمام الكاميرونيين هو تأهل الجزائر ككل.التأهل مطلوب لنسيان الماضيلم يتبق للوفاق هذا الموسم سوى التأهل إلى دوري المجموعات من رابطة الأبطال، لحفظ ماء الوجه وإنقاذ ما يتم إنقاذه لأن الوفاق تعود دائما بأن يخرج في المواسم الأخيرة على الأقل بلقب للاستمرار في ديناميكية ثقافة الألقاب التي ترسخت في النادي الأكثر تتويجا في المواسم الأخيرة...ولفتح صفحة جديدة وإنقاذ الموسمسيمحو التأهل القاري في حال ما إذا حققه الوفاق النكسات الأخيرة التي سجلها الفريق والمتسببة في هجرانه من قبل جمهوره، وكذلك خيبة الأمل التي تملكت الشارع السطايفي المتعود دائما عل الأفراح عكس هذا الموسم، وبالتالي فإن التأهل سيشفي عليل أنصار وفاق سطيف.سطيف متعودة على مثل هذه الوضعياتلا يخفى الجميع بأن وفاق سطيف، كان دائما مقرونا بالإنجازات لأن ما حققه الفريق في السابق لم يكن وليد حظ، وإنما نظير جهود جبارة ومشوار طويل بذله للوصول إلى مصاف التتويجات، الأمر الذي زاد من حلاوة هذه النجاحات التي زادت من شأن النسر الأسود لدى الغير.في 2010 عاد الوفاق بالتأهل من زامبيايتذكر الجميع تأهل الفريق سنة 2010 أمام فريق زاناكو الزامبي، بعدما عاد الفريق من بعيد بالتأهل حيث انتهت مباراة الذهاب بسطيف بهدف لصفر لصالح الوفاق وقعه مراد دلهوم، لتأتي مباراة العودة في زامبيا حيث كان الفريق المضيف متقدما في النتيجة لكن حاج عيسى وحيماني وقتها سجلا هدفين غاليين، قبل أن يرجح الزامبيون الكفة، لكن التأهل كان من نصيب الوفاق.وقبلها جلبت التاج العربي أمام الفيصلي من عمّانمن دون شك سيبقى التتويج العربي لوفاق سطيف الأول سنة 2007، راسخا في الأذهان بما أن الفريق عاد حينها بالتاج العربي الأغلى من الأردن أمام الفيصلي في نهائي مثير لن ينساه الكثيرون بفضل هدف فريد طويل الجميل، بعد أن تعادل الفريقين بهدف لمثله بسطيف وظن الجميع وقتها بأن اللقب فلت من فم النسر السطايفي.أسامة مزاري/ إبراهيم خرفية
تاريخ الإضافة : 27/03/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الخبر الرياضي
المصدر : www.elkhabarerriadhi.com