الجزائر

"هيومن رايتس ووتش" تتهم إسرائيل بتجويع سكان غزّة


يستمر القلق الدولي على أكثر من صعيد وجهة، جراء تنامي الإجرام الصهيوني في حق المدنيين العزّل بقطاع غزّة، واستهدافهم في كل نقاط تواجدهم سواء كانت مساكن أو مستشفيات أو مراكز إيواء ودور العبادة.. ما خلّف وضعا صحيا وإنسانيا غير مسبوق أقل ما يقال عنه كارثي.اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس، انتهاج الاحتلال الصهيوني لسياسة تجويع المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزّة، "جريمة حرب" بموجب القانون الإنساني الدولي وقوانين الحرب التي تحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب. كما اعتبرت الحصار المستمر على قطاع غزّة منذ 16 عاما يرقى إلى مصاف العقاب الجماعي للسكان المدنيين وهو "جريمة حرب". وأضافت المنظمة الحقوقية الدولية، أن الاحتلال يتعمّد منع إيصال المياه والغذاء والوقود، بينما يعرقل عمدا المساعدات الإنسانية ويجرف المناطق الزراعية ويحرم السكان المدنيين من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم.
في نفس السياق، أكد صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن 45 ألف امرأة حامل و68 ألف امرأة مرضعة في قطاع غزّة يواجهنّ خطر فقر الدم والموت. وقال في منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" إن "الحوامل والمرضعات في غزّة يواجهنّ نقصا حادا في الغذاء يعرضهن لخطر الإصابة بفقر الدم وتسمّم الحمل والنزيف وحتى الموت".
من جانبه أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن قلقه البالغ بشأن الوضع المأساوي القائم، "ليس فقط في قطاع غزّة وحتى في الضفة الغربية التي تشهد تناميا خطيرا للاقتحامات والاعتداءات الصهيونية على بلداتها وسكانها". وأكد ضرورة فرض المساءلة لمنع استمرار المظالم في ظل مواصلة العدوان الصهيوني، وارتفاع عدد الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء، مشددا على أن "المساءلة هي المفتاح والحلقة المفقودة في معظم حالات الصراع حول العالم.. الأمر الذي يفاقم دائرة العنف والانتهاكات".
وقال المسؤول الأممي "أشعر بالغضب لأن نظامنا الإنساني لا يحظى بالاحترام الذي يجب أن يكفل له، ولأننا غير قادرين على عمل ما نفعله عادة في ظروف الحرب، ولانتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني يوميا بشكل هائل". وذكر بمواصلة توثيق الجرائم والانتهاكات الصهيونية لأبسط قواعد حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، خاصة بعد استشهاد أكثر من 19 ألف فلسطيني وتسجيل 54 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء.
وأمام استمرار آلة التقتيل والدمار الصهيونية في استهداف قطاع غزّة، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، أمس، العالم للمساعدة على وقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني و"عدم الدخول في متاهات تضييع الوقت ولا في دوامات فارغة المحتوى". وأكد أن "ما نريده الآن هو وقف الحرب والعدوان والقتل والاجتياحات في غزّة والضفة الغربية"، مستطردا بقوله "الوقت من دم وفي غزّة الوقت من جوع وهدم ودمار، أوقفوا الحرب الآن.. هذا الاحتلال يجب أن ينتهي ومطلوب من العالم والأمم المتحدة وضع برنامج زمني ينهي الاحتلال وعذابات شعبنا والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين".
أما مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش، فقد أشار إلى أن الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني جعل صورة الولايات المتحدة داخليا وخارجيا "مقيتة" لأنها ترعى عدوانا واضحا وهمجيا، مطالب بحل شامل ونهائي "يمنع العدوان وينهي الاحتلال وينزع كل أسباب الصراع... أولوياتنا الحالية هي وقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني".
من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الاحتلال الصهيوني في عدوانه على قطاع غزّة، يستهدف القضاء على مجتمع بأكمله وتمزيق نسيجه وتدمير إمكانية الحياة في القطاع لوقت طويل. وأكد في كلمته أمام الدورة الوزارية ال31 للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، التي انطلقت أمس، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، أن أهداف العدوان الصهيوني "لم تعد خافية على أحد"، موجها نداء عاجلا لوقف إطلاق النّار حفاظا على أمن المنطقة واستقرارها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)