تعد مسألة الميتافيزيقا من أهم المسائل التي اهتم بها هيدغر في نصوصه، وتجلى هذا الاهتمام إما على نحو مباشر و ذلك من خلال محاولة الإجابة على التساؤلات التالية:( ما الميتافيزيقا؟ وما الأساس الذي قامت عليه طوال تاريخها؟)، أو على نحو غير مباشر من خلال الاهتمام بمسائل يراها هيدغر مسالك يتوصل بها لتحليل القضايا المرتبطة بالميتافيزيقا مثل: الفكر، اللغة، الفن، الشعر...
إن لفظة "ميتافيزيقا" فيما يقول هيدغر، تدل على مجاوزة ما هو فيزيقى،" لفظة ميتافيزيقا مشتقة من الكلمة اليونانيةά φνσιχά זά זά μξז، هذا العنوان الغريب تم تفسيره فيما بعد على أنه يشير إلى التساؤل الذي يتجاوز الموجود بما هو كذلك "άזμξ معناها "بعد Après"،"فيما وراء Au-dessus". الميتافيزيقا، هي التساؤل الذي يتجاوز الموجود الذي عنه تسأل، لتسترده بما هو كذلك، وفي مجموعه، في تصور عقلي." ((Heidegger (m),1985: 63.)) ومن ثم فإن الميتافيزيقا تتضمن التجاوز أو المفارقة.
لم يقتصر هيدغر، إذن، على ما تشير إليه كلمة "الموجود" بل تعداها إلى البحث والتساؤل عن الذي يجعل من الموجود موجودا، من الإنسان إنسانا، فكشف بذلك عن الوجود être كأساس لكل ما هو موجود فعلا étant، فما هي حقيقة الوجود؟ وما علاقة السؤال عن الوجود بالميتافيزيقا؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/09/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد كرد
المصدر : مجلة المواقف Volume 3, Numéro 1, Pages 319-328