يكثف الرياضيون الجزائريون عملهم الشاق ويشاركون في كبرى التظاهرات العالمية، من أجل رفع مستواهم استعدادا لألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2021، التي ستقام شهر جوان المقبل بعد تأجيلها بسبب جائحة كورونا، دورة تبحث فيها الرياضة الجزائرية عن استعادة بريقها وتموقعها في الحوض المتوسطي، وهو ما قد يتحقق بالجيل الصاعد من الرياضيات الجزائريات في مختلف التخصصات، من اللواتي يحققن نتائج باهرة في الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما يبشر بالخير خصوصا في حالة غياب الأسماء الثقيلة عن موعد وهران.تصنع الدراجة الجزائرية الشابة نسرين هويلي الحدث منذ السنة الماضية، بعدما خطفت الأضواء خلال البطولة الأفريقية للدراجات على المضمار وفوق الطريق التي احتضنتها القاهرة، شهر مارس 2021، حيث تمكنت ابنة الباهية وهران من السيطرة على مجريات الدورة بالطول والعرض، بعدما تمكنت من حصد 6 ميداليات ذهبية وأخرى فضية، الأمر الذي مكن الجزائر من خطف صدارة الترتيب العالمي عند فئة الوسطيات في اختصاصات (الكايرين، الستراش، سباق النقاط، سباق الاقصاء).
أرقام جعلت من صاحبة 18 عاما تخطف الأضواء وتنال فرصة التدرب في مركز الاتحاد الدولي للدراجات الواقع بأعالي جبال مقاطعة آغل بسويسرا، المركز الذي يدخله أفضل الدراجون في العالم من أجل رفع متسوياتهم ومؤهلاتهم الفنية والتقنية والبدنية، لتحقيق نتائج باهرة في الدورات الدولية.
هويلي توقفت عن التدرب بالمركز السويسري بسبب البرنامج التحضيري للمنتخب الوطني، حيث شاركت يومي 19 و20 فبراير المنصرم بسباقي الجائزة الكبرى بأناليا والجائزة الكبرى جوستينيانو رايس بتركيا، أين نالت المركز 73 و44 على التوالي بحضور بطلات أولمبيات وعالميات، محققة وقتا جيدا بفارق أقل من ربع ساعة عن ثلاثي المقدمة، وهو ما يجعلها مرشحة بقوة للبروز في العرس المتوسطي الذي سيحتضنه مسقط رأسها.
دراجة المنتخب الوطني تشارك حاليا في طواف الزيبان ببسكرة الذي تنظمه الاتحادية الجزائرية كل سنة، ومنه ستشارك بطواف وهران وبعده سيدي بلعباس وتيبازة، وهي محطة تحضيرية مهمة قبل التنقل إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، للمشاركة في البطولة الأفريقية التي تعوّل فيها هويلي على التربع على عرش القارة السمراء من جديد، وحصد المزيد من الألقاب الفردية والجماعية، من أجل اقناع الفريق السويسري الذي يرغب في التعاقد معها، وهو ما قد يصنع الفارق خلال مشاركاتها في ألعاب البحر الأبيض المتوسط في المدينة التي تعلمت بها أبجديات ركوب الدراجة.
كل الآمال معلّقة على بن حاجة في ألعاب القوى
في ذات السياق، تعلق آمال كبيرة في رياضة ألعاب القوى على لبنى بن حاجة عداءة سباقات السرعة، التي بدأت مسيرتها في السباقات المسافات القصيرة وتحولت حاليا إلى 400 متر موانع.
وصيفة الألعاب الأولمبية للشباب 2018 التي احتضنتها مدينة بوينس آيرس الأرجنتينية، تتألق منذ صغر سنها مع المنتخب الوطني، حيث خطفت الذهب والفضة في البطولة العربية للوسطيات 2017 برادس، وبعدها نالت الفضة في الألعاب الأفريقية للشباب بالجزائر وفي أولمبياد الشباب بالأرجنتين سنة 2018، وواصلت تألقها في البطولات العربية لسنة 2019 و2021 وفي البطولة الأفريقية.
بالرغم من غياب المنافسات لدى الشباب بسبب جائحة كورونا، إلا أن بن حاجة نالت منحة للتدرب بأمريكا بولاية تيكساس، وبعد قرابة الأربعة أشهر من تدرب هناك، تمكنت منذ أقل من أسبوعين من تحطيم رقم وطني داخل القاعة، خلال مشاركتها بفعاليات البطولة الجامعية 2022 بالولايات المتحدة الأمريكية، بتوقيت 55 ثانية و6 أجزاء من المائة في سباق 400 متر موانع، وأنهت السباق في المركز الثاني خلف الأمريكية ألاين مارشال، متفوقة على مايا سانغليتاري وغلوري نيونكي.
صاحبة 21 ربيعا التي تلقت منحة للتدرب والدراسة بأمريكا نظير نتائجها الجيدة في الفئات الشابة، أكدت بأنها تسير في الطريق الصحيح، بعدما تمكنت من تحطيم رقم نريمان عمارة ب 55 ثانية و40 جزءا من المائة، المحطم بتاريخ 28 فبراير 2021 بفرنسا.
نتيجة تؤكد بأن الشابة الصاعدة يمكنها خطف المعدن النفيس خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط، بتواصل العمل رفقة فريق جامعتها بأمريكا، قبل أكثر من ثلاثة أشهر عن الموعد المتوسطي.
ألعاب القوى النسوية قد تتمكن من صنع المفاجأة أيضا خلال ألعاب وهران، في اختصاص المشي والمسافات النصف طويلة، بمشاركة الثنائي سعاد عز الدين وغنية رزيق على التوالي، المرشحتان للتألق في عرس الجزائر.
إيناس إيبو: سأشارك في المتوسطية بهدف نيل ميدالية
في سياق ذي صلة، تعلق آمال التنس الجزائري على إيناس إيبو التي تواصل العمل رفقة مدربها بالجزائر، حيث دخلت تربصا بفندق الشيراتون بالعاصمة، وأكدت أمس، خلال المنطقة المختلطة أنها تستهدف ميدالية بألعاب البحر الأبيض المتوسط، وهي المأمورية التي لن تكون في المتناول بالنسبة للجزائرية التي تراجع مستواها كثيرا مقارنة بما كانت عليه منذ 4 سنوات، خصوصا في حالة مشاركة لاعبات الدرجة الأولى من القارة العجوز، والمصنفة العاشرة عاليا في ترتيب لاعبات التنس الدولي التونسية أنس جابر التي دخلت العالمية، وتسير بخطى ثابتة لتصبح أفضل لاعبة تنس بالقارة السمراء.
من جهة أخرى، تأسف الكثيرون لغياب اختصاصي كرة القدم النسوية والملاكمة النسوية، حيث أن الجزائر كانت تملك حظوظا في الاختصاصين من أجل نيل ميداليات إضافية، خصوصا بعد سيطرة الملاكمة إيمان خليف على ملاكمات العالم في وزن 63 كلغ في الآونة الأخيرة، بخطفها الميدالية الذهبية بكأس العالم 2022 مقامة شهر جانفي المنصرم بصربيا، وتكرارها ذات الإنجاز بتجمع سترانجا ببلغاريا في طبعته 73 الأسبوع الفارط، بعدما أنهت الألعاب الأولمبية بطوكيو في المركز الخامس في وزن أقل من 60 كلغ.
نتائج تؤكد بأن الجزائر ستفوت على نفسها فرصة حصد الذهب في الفن النبيل مع الثنائي المتألق إيمان خليف، وزميلتها رميساء بوعلام التي أنهت كأس العالم بصربيا في المركز الثالث.
كما أن المنتخب الوطني النسوي يملك نواة جيدة، كانت قاب قوسين أو أدنى من خطف التأهل السادس إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا المقبلة، لولا سوء الحظ الذي أوقع "الخضريات" مع منتخب جنوب أفريقيا، المتعود على المشاركة والفوز باللقب.
المجموعة الحالية لمنتخب كرة القدم جديدة وتبحث عن الآليات، ويمكنها صنع الكثير من الأمور الإيجابية في قادم المواعيد، خصوصا أن جل لاعباتها تنشط بالبطولة الفرنسية بفرق الدرجة الأولى، وهو ما كان سيتيح للجزائر بلوغ أدوار متقدمة ولما لا نيل إحدى الميداليات بدعم من الجمهور.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/03/2022
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد فوز بقاص
المصدر : www.ech-chaab.net