هولاند وساركوزي يستفزان الجزائر بمغازلة "الحركى"

اشترك أمس، اليمين واليسار الفرنسيان في خطاب استفزازي يعيد الاعتبار للحركى الذين غادروا الجزائر، ففي وقت اعترف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بتحمل حكومته مسؤولية التخلي عنهم، وعد نظيره السابق نيكولا ساركوزي، بإلغاء يوم الاحتفال بذكرى 19 مارس.قال هولاند، بمناسبة ما يسمى اليوم الوطني لإحياء ذكرى الحركى في فرنسا، وسط تصفيق حاد من جانب الحاضرين الممثلين للحركى، إنه ”اعترف بمسؤوليات الحكومات الفرنسية المتعاقبة التي تخلت عنهم، وعن المذابح التي تعرضوا لها ممن ظلوا في الجزائر، وعن الشروط المهينة لاستقبالهم في فرنسا”، وفق تعبيره.ويعد هذا التصريح استفزازا للجزائر، ففي حد ذاته يعتبر احتفال فرنسا سنويا باليوم الوطني لتخليد ”الحركى” في 25 سبتمبر بموجب مرسوم صادر في 31 مارس 2003، استفزازيا، وقالت صحيفة ”لوفيجارو” الفرنسية أمس، إن بهذا التصريح يكون هولاند قد التزم بالوعد الذى قطعه على نفسه في أفريل 2012 أثناء حملته الانتخابية.وسجل المؤرخون استقبال فرنسا لحوالي 60 ألف حركي، وقد وصل عدد أحفادهم اليوم إلى 500 ألف شخص تقريبا، وفقا للصحيفة الفرنسية.بالمقابل، ساركوزي الطامح للعودة إلى قصر الإليزيه، وجه تحية إلى الحركى، حيث استقبل وفد منهم مساء أول أمس، وبلغة استعطاف زعم أن ”مأساة الحركى هي مأساة كل فرنسا”، مضيفاً أنه ”عبر الحركيين نستطيع أن نكتب كل قصتنا الوطنية، قصة كل النساء والرجال من العالم أجمع الذين اعتنقوا قيم فرنسا، ومن بين هؤلاء هناك مكان مميز للفرنسيين المسلمين الذين قتلوا من أجل حريتنا وعلمنا”، وختم أن ”فرنسا هي الأم بالتبني لكل الذين يريدون أن يحبوها، وهي لا تدقق في شجرة العائلة”.ووعد نيكولا ساركوزي، المرشح للرئاسيات الفرنسية، بإلغاء 19 مارس من التاريخ الذي يمثل حسب زعمه مأساة للحركى، وقد تراجع عن تصريح سابق أثار الكثير من الانتقادات عندما أعلن الثلاثاء الماضي، أن ”من يريد أن يصبح فرنسيا عليه أن يتكلم الفرنسية ويعيش مثل الفرنسيين، وعندما تصبح فرنسياً فإن أجدادك يصبحون الغاليين”، وقال ”إن أجدادنا كانوا الغاليين، وكانوا أيضاً ملوك فرنسا، ونابوليون وكبار المدافعين عن الجمهورية”، وتابع ”إن أجدادنا كانوا أيضاً جنود الفرقة الأجنبية الذين قاتلوا في كاميرون، والقناصة السنغاليين”.