شرع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في زيارة عمل إلى المغرب، هدفها تكريس المصالحة مع العاهل المغربي محمد السادس، بعد سلسة خلافات دبلوماسية بين البلدين. ومن المتوقع أن تحقق فرنسا من هذه الزيارة مزيدا من المكاسب الاقتصادية والسياسية على حساب استقلال الصحراء الغربية، الأمر الذي استدعى من الطبقة السياسية الفرنسية استهجان هذه الخرجة للرئيس الفرنسي.تثير زيارة فرانسوا هولاند، إلى المغرب، سلسلة من علامات الاستفهام، لاسيما وأنها تأتي بعد جدال كبير بين الرباط وباريس، على خلفية قضية مدير مخابرات المغرب الذي لجأ إلى فرنسا قبل أشهر. ويرى مراقبون أن هذه الزيارة ستفتح عهدا جديدا من العلاقات بين فرنسا والمغرب نظير المزايا الاقتصادية والسياسية التي سيتنازل عنها المغرب لصالح فرنسا، مقابل ضمان الصمت عن قضية تقرير مصير الشعب الصحراوي في مجلس الأمن، خاصة وأن فرنسا ظلت العضو الوحيد في مجلس الأمن الذي يعطل استقلال الشعب الصحراوي. وعبرت منظمات حقوقية فرنسية ومغربية عن قلقها من أن تشكل زيارة هولاند فرصة لمنح وسام الشرف إلى المدير العام للأمن المغربي، عبد اللطيف حموشي، رغم نفي محيط الرئيس رسميا احتمال الإقدام على الخطوة، مؤكدا أن هذه المعلومات ”لا أساس لها”. وعلقت الرباط كل اتفاقات التعاون القضائي مع باريس، في فيفري 2014، بعد استدعاء حموشي من قبل قاضي التحقيق في باريس للنظر في عدة شكاوى تقدمت بها منظمات حقوقية.وتعتبر باريس أنه تم طي صفحة هذا الخلاف، حيث صرح دبلوماسي فرنسي بأن بلاده في مرحلة مصالحة واستئناف لعلاقات قوية جدا مع المغرب، لاسيما وأن الرئيس هولاند يرافقه وفد يضم خمسة وزراء، ورؤساء مجموعات كبرى بينها ”تاليس، آلستوم، إيجيس، وسيسترا، آس آن سي آف، سي آم آ، سي جي آم، رينو”.وأدان الحزب الشيوعي الفرنسي زيارة هولاند واعتبر أنها غير مرحب بها في بلد يسوده الفساد والإفلات من العقاب، ويتفاقم فيه التفاوت الاجتماعي والفقر وتطال أحكام السجن الديمقراطيين والنقابيين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/09/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com