الجزائر

هوامش مشاهدات قطرية..



هوامش              مشاهدات قطرية..
إلى حد الساعة لا أجد شيئا أقوله عن رحلتي إلى الدوحة ضمن الوفد المشارك في الأسبوع الثقافي الجزائري، ضمن احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية. لا أستطيع بالضبط أن أحدد إن كنت قد عدت بانطباع ما عما شاهدت هناك، وعما كنت أنشده من خلال هذه الرحلة..  إلى حد الساعة لا أجد شيئا أقوله عن رحلتي إلى الدوحة ضمن الوفد المشارك في الأسبوع الثقافي الجزائري، ضمن احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية. لا أستطيع بالضبط أن أحدد إن كنت قد عدت بانطباع ما عما شاهدت هناك، وعما كنت أنشده من خلال هذه الرحلة..ربما لأنني كنت قد ذهبت إلى الدوحة مشوش الذهن، بسبب الكم الهائل من المشاغل والمشاكل التي تركتها معلقة ورائي، ولم يكن يمكنني أن أرى الأشياء بوضوح كاف.. ربما يكون انبهاري ودهشتي أمام عوالم لا قبل لي بها، نظرا لقلة رحلاتي وانعدام تجاربي مع السفر خارج الوطن هي التي أعمت عيني عن رؤية الأشياء وتشكيل انطباع واضح إزاء ما رأيت وما عشت، ألم يقل النفري: "إذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة"..وربما يكون السبب عائدا إلى أنني صدّقت من استكثروا علي هذه الرحلة اليتيمة، واعتقدت بأنها قدر من الأقدار التي ستقلب حياتي رأسا على عقب، لكنني لما عدت لم ألحظ أن أمري تغير قليلا أو كثيرا، فقلت في نفسي أهذا كل ما في الأمر..؟؟ربما الأمر يعود أيضا إلى طبيعتي وتكويني الحالم وهامشيتي المثالية، التي تحرمني من الإنخراط في العوالم الصاخبة ورؤية الأشياء كما يراها الآخرون ..لن أنساق طويلا في"الربّمات" فهي مجرد معاذير ألقيها كي أتجنب الحديث عن مشاهداتي القطرية الأشبه بالأسرار الصوفية.. وبالكبريت الأحمر يذكر ولا يوجد..وقد كان يمكنني أن أكتب عن ولعي بـ"سوق واقف"، بمقاهيه التقليدية ودكّاته وأرائكه ونرجيلاته، وعن ولع الناس بـ "شاي كرك"، وعن شغفي بمحلات البخور الهندي والعطور واللؤلؤ.. كان يمكنني أن أكتب عن مسرح قطر الوطني وهو يحتوي فرح الجزائريين هناك، بأهازيجهم وزغاريدهم، ويصبح امتدادا لفرح أم درمان.. عن ذبذبات الحنين في صوت صديقي عبدالقادر دعميش، في رحلتنا الليلية بالدوحة.. عن تجليات الشعر في نصوص الأخضر فلوس ونصيرة محمدي وعبدالرزاق بوكبة ونوارة لحرش..كان يمكن أن أكتب عن احتفاء بوطالب شبوب ومحمد دحو، وعن الصداقة الباذخة لمحمد هديب ورنا التونسي وبسام علواني.. وهم يمرقون أمامنا بأرواحهم الشفافة كل يوم..كان يمكنني أن أكتب عن أشياء كثيرة ككورنيش الدوحة في المساء وأبراجها وبزاراتها الفخمة..لكن أحس كأن كل هذا لا يعنيني، وليس هو الأهم، وثمة شيء ناقص، لا تتسع له المتون ولا الهوامش، شيء لا أجد له اسما ولا مسمى، يكفيني هنا أن أقول لكم "وعندما رأيت ما رأيت قلت وداعا وانصرفت..".  أحمد عبدالكريمHachimite5@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)