هنية: استقالة إيهود باراك انتصار لغزة

فيما اعتبر ساسة إسرائيليون خطوة باراك محاولة لحفظ ماء وجهه بعد فشله في ضمان موقع مرموق في الهيكل السياسي الاسرائيلي الذي سيتشكل بعد الانتخابات القادمة. وقال رئيس الحكومة المُقالة إن استقالة إيهود باراك "واحدة من النتائج المدوية للنصر والصمود، الذي أبدته غزة، والهزيمة التي لحقت بالاحتلال الإسرائيلي، خاصة المؤسسة العسكرية، التي لدينا معلومات بأنها هي التي أصرت على بدء المعركة واستمرارها".كما اعتبر هنية الاستقالة "تدشينا لمرحلة جديدة في الصراع مع إسرائيل، يكون فيها الانتصار حليف الفلسطينيين والهزيمة لإسرائيل".وكان بارك وزير الدفاع الحالي ورئيس حزب هعتسمؤوت، أعلن أمس الاثنين، استقالته من الحياة السياسية وعدم خوض الانتخابات القادمة للكنيست بعد أقل من شهرين.وأتت الاستقالة بعد خمسة ايام من اعلان التهدئة بين اسرائيل وحماس لوضع حد لأعمال عنف استمرت ثمانية أيام واسفرت عن مقتل 166 فلسطينيا معظمهم في النساء والأطفال وستة اسرائيليين.واعتبرت حماس اعلان التهدئة انتصارا لها، حيث قالت ان الاتفاق تم دون ان يقدم الجانب الفلسطيني تنازلات، وأنه نص على وقف الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة، وفك الحصار وإلغاء المنطقة العازلة التي تفرضها اسرائيل على طول حدودها مع قطاع غزة. ولم يوضح آلية تنفيذ تلك البنود وهو ما أثار التساؤلات حول امكانية تنفيذه.وفي تفسيرات أخرى لسبب استقالة باراك نشرت المواقع الاسرائيلية تفاصيل حول شعبية باراك المتردية في الوسط السياسي والشعبي الاسرائيلي، منذ مدة بسبب ما وُصف ب"انتهازيته السياسية" حيث انسحب من حزبه القديم حزب العمل، بسبب فشله في الحفاظ على مقعد الرئاسة فانشق وشكل حزب هعتسمؤوت.كما سربت الصحف الاسرائيلية، مؤخرا، معلومات عن اعراب باراك استعداده الانضمام لحزب الليكود اليميني الحاكم حاليا، ليضمن لنفسه موقعا سياسيا هاما في الدولة، بعد ان اشارت الاستطلاعات الى صغر حجم القاعدة الشعبية لهعتسمؤوت.لكن شخصيات عديدة مؤثرة في الليكود اعترضت على تفضيل باراك، اذا انضم لحزبهم وتقديم وعد له بضمان حصوله على مركز مرموق في الحكومة المقبلة في حال صدقت التوقعات وفاز الليكود.وكانت استطلاع أخير اجرته صحيفة معاريف الاسرائيلية، اوضح تحسنا طفيفا في وضع حزب باراك، بعد شنه الحرب على غزة، لكن يبدو ان باراك اعتبره تحسنا لا يليق بتاريخه السياسي الطويل فقرر الاعتزال حفظا لماء وجهه.وطالب اعضاء الليكود بأن ينضم باراك كأي شخص عادي، وان يخوض الانتخابات الداخلية كسائر الاعضاء، وهو ما يعني ان نسبة فوزه للدخول في قائمة الحزب المرشحة للانتخابات ستكون ضئيلة جدا.