الجزائر

هنيئا للغابون!؟



هنيئا للغابون!؟
انتصرت “الغابون” على الجزائر وفازت بقرعة تنظيم الكأس الإفريقية لسنة 2017، التي كان وعدنا بها روراوة، وصبرنا بهذا الأمل لننسى الهزيمة المريرة في الكأس الإفريقية الماضية.ومثلما كنا متأكدين أننا نعود من غينيا الاستوائية بالكأس الإفريقية، طمأننا محمد روراوة بأنه سيعود بتأشيرة تنظيم الكأس التي احتضنتها الجزائر مرة واحدة سنة 1990 وفازت بها أيضا مرة واحدة وحيدة.هزيمة مرة أخرى بعد هزيمة كأس العالم وهزيمة كأس إفريقيا، وهذه المرة هزيمة “للديبلوماسية” الكروية التي كلفتنا غاليا وخرجنا ككل مرة صفر اليدين.على الأقل ارتحنا من مصاريف لسنا في حاجة لصرفها ونحن مقبلون على “سبع عجاف”، بعد “سبع سمان” أتينا فيهن على كل مداخيلنا المالية صرفت في المشاريع الوهمية، وفي عواصم الثقافة التي لم تفتك لنا مكانا بين ثقافات الأمم.سيقولون إنها القرعة، وحكمت، ومنذ متى كانت القرعة أو الانتخابات في البلدان الإفريقية نزيهة، بل متى كانت القرعة حتى في “الفيفا” نفسها نزيهة، ألم تسند تنظيم كأس العالم إلى قطر وهي تفتقر للجمهور ولن تسع مساحتها حتى الجماهير الكروية التي ستتنقل إلى الدوحة لمتابعة العرس الكروي الذي سيحتضنه لأول مرة بلد عربي.“صبرنا لربي” على حد المثل الشعبي، فهذه ليست أولى الهزائم ولن تكون الأخيرة. والعيب ليس في الغابون ولا في عيسى حياتو، فهو انتصر لبني جلدته، ولم ينس الأفارقة أننا “تآمرنا” على قتل لاعب إفريقي كان ضيفا في بلادنا يوم ميلاد ابنته، ولم ينس أننا عنصريون بطبيعتنا ونرفض الانتساب لهذه القارة المسكينة، التي أثخنتها الحروب وحرقتها المؤامرات والمؤامرات، حتى أن بلدا عربيا جارا تكبر السنة الماضية على احتضان الكأس الإفريقية وعاف الجماهير الإفريقية التي حكم عليها مسبقا أنها تحمل عدوى الإيبولا وستنقلها إلى شعبه.لماذا نغضب، فديبلوماسيتنا الموقرة لم تحقق نجاحا أحسن من نجاح محمد روراوة الذي فشل في افتكاك فرصة لاحتضان كأس إفريقية، حتى وإن كنا ننسى دائما انتماءنا وعمقنا الإفريقي؟! لم نسمع ولم نقرأ، أمس، أن الخارجية الجزائرية استدعت السفير السعودي واستفسرت معه قضية اعتراض طريق طائرة الخطوط الجوية الجزائرية ورفضت توفير الحماية لها لدخول الأجواء اليمنية لجلب رعايانا من هناك، حماية لهم من الحرب التي تقودها المملكة ضد اليمن، وكنا ننتظر ولو غضبا صوريا من هذا الموقف وأن تعبر الجزائر عن رفضها لهذا التصرف الذي تحدث عنه قبطان الطائرة المعنية في صحيفة الوطن أمس، وتداولته المواقع الإخبارية. وإنما سارعت الخارجية أمس، في بيان لها لتكذيب الأمر، وقالت إن التأخير جاء نتيجة للعاصفة الرملية ولعطب تقني، وكيف لطائرة تعاني عطبا تقنيا أن تتنقل إلى الإمارات، ثم مصر، وتنتظر كل هذه المدة ثم يغامر طاقمها ويدخل اليمن وينقل ما أمكنه نقله من رعايا؟!أعرف أن سلطتنا الحاكمة تستمد نوعا من الشرعية من رضا خادم الحرمين هناك، ولا يمكنها أن تعادي من دعم بقاءها في الحكم من أجل طائرة، ولذلك لا بأس أن تغسل عارها ببيان تكذّب فيه ما تداولته وسائل الإعلام المزعجة.هنيئا للغابون.. وصبرا لنا؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)