الجزائر - A la une


همس الكلام
في بلدنا الكتاب له مكانة عند قراءه رغم أن البعض يعتبر المقروئية في الجزائر من أهم القضايا الكبرى التي تشغل بال المهتمين ومنهم من يري أن نصيب الفرد الجزائري من الكتاب في السنة نصف كتاب، ربما هذا وحده يكفي لكي نقر بأن هناك أزمة قراءة والطفل الجزائري يقرأ في السنة دقيقتين،وهذا أيضا مبرر للقول بأن هناك أزمة مقروئية ...نقول هذا والجزائر تشهد ديناميكية ثقافية منذ بداية الألفية الثالثة ترجمتها احتفالية الجزائر بالقراءة سواء عند الصغار أو من خلال المعارض الوطنية والدولية بالنسبة للطرفين ، لكن هل يعد هذا الحراك الثقافي مؤشرا على أن الجزائري بدأ يقرأ -بما في ذلك القراءة الالكترونية والقراءة الصحفية.بعيدا عن لغة الأرقام والمعطيات تتعدد الأسباب والعوامل التي تدفع نحو هذا الوضع، لكن أطراف الكتاب كصناعة والقراءة كثقافة هم ثابتون وبين القارئ والكاتب والناشر والمكتبي تتباين التفسيرات وتختلف الرؤى، فالقارئ يرى أزمة المقروئية في تكلفة الكتاب بينما يشخصها الناشر في غياب دعم الوصاية وهذه الأخيرة تقول أنها تكرس صندوقا لدعم الكتاب، ترى كيف نفسر هذه المعادلة؟! ، وتبدو من الوهلة الأولى الأسباب التي تدفع لعدم الإقبال على القراءة وكأنها مقتصرة على الحالة الاقتصادية والاجتماعية للأفراد، فالفقير لا يقرأ لعدم قدرته على التمدرس أو شراء الكتب،وكذلك الأمي الذي لا يعرف القراءة أصلا ولأن نسبة الفقر والأمية كبيرة فمن الطبيعي أن تنعكس على معدلات المقروئية.لكن بعيدا عن هذا التشخيص وحتى لا يتم حصر الأزمة في هذه الأسباب فقط سننطلق من تثبيت مسلمتين أساسيتين: فالقراءة مرتبطة بالإنتاج، وعليه فنحن لا نقرأ لأننا لا ننتج فالشاعر والكاتب والروائي يطبع في أحسن الأحوال ألف نسخة من مؤلفه ولا يباع منها إلا النصف. و سعر الكتاب لا يتناسب ومتوسط دخل الأفراد حيث يشكو الجزائري من ارتفاع ثمن الكتاب لذلك هو برأيه لا يحتل مكانة أولية في سلم اهتماماته.وهنا لا نود التوقف كثيرا عند هاتين المسلمتين لأننا سنتقاطع مع ما سيرد لاحقا من عوامل تنعكس مباشرة على فضاء الكتاب والقراءة في الجزائر.وتعدّ مهنة النشر ركيزة أي مشروع حضاري، وتوصَف بأنها ذاكرة الصناعات الثقافيّة والمدخل الحضاري لأي تقدم أو رقيّ، ورغم التطور في حركة النشر عربيا، وتنوع وسائله وأدواته، فإنه لا يزال يعاني من مشاكل عامة كبرى، اقتصادية ومهنية وسياسية، تتعدد وتختلف باختلاف البلدان العربية وتفاوت مستوى الثقافة فيها.وتحضر في هذه الصناعة معوقات قديمة جديدة منها مشكلة التوزيع، وعدم تجانس الوسط الثقافي في العالم العربي، إضافة إلى وجود نسبة عالية من الأمية، وكذلك اختلاف قوانين المطبوعات والنشر في البلدان العربية.ثم إن القرصنة والتعدي على حقوق النشر يعدان من المعوقات الكبرى للنشر، وكذلك تكاليف النقل والمعوقات الجمركية، ناهيك عن العوامل الاقتصادية والسياسية.كما انعكست الأوضاع سلبا على العلاقة بين الناشر والمؤلف فغابت عنها الثقة، بدل أن يسودها التفاهم والتعاون على قاعدة القوانين العصرية الناظمة لها وخاصة قانون حقوق الملكية الفكرية الذي وقعت عليه كثير من الدول العربية ولم يجد طريقه إلى التطبيق الصحيح حتى الآن .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)